بن دغر ليس كما تظن يا دكتور عادل الشجاع

 حب السلطة غريزة اساسية يحبها الجميع لكونها تمنح الإنسان قداسة وعلو نعم قد تولد لدى من يتقلدها الغرور واسمح لي يا صديقي أن أرد على مقالك المتعلق بحب بن دغر بالسلطة و لنقارن بينه وبين من جاء بعده وهنا يسهل تقيم الرجل أمام غيره ممن تقلدو السلطة  .

بن دغر المحب للسلطة عند تقلده رئاسة الحكومة لم يمارس المناطقية ولم يتعامل بانتقائية بل استوعب الجميع دون أن يلتفت لخلفيتهم الحزبية والمناطقية فالرجل تعامل معهم من خلال منظور وطني صرف وأنا أتحدث عنه من خلال تجربة طويلة عرفت خلالها بن دغر ولمست منه عكس ما نقل إليك صديقك وهو سر دفاعي عنه .

قارن يا صديقي  بين من نراهم اليوم وبن.دغر فمن جاؤ بعده اجتث الجميع وأحل محلهم أدواته التي جلبهم من مكب نفايات الساحات ليقدموا أنفسهم  كادوات طيعة لا ثوابت تردعهم  تنفذ ما يطلب منها ولا يمكنها أن تقول لا تعرف لماذا لأنها لا ثوابت وطنية ولا ترى الوطن بذات الاهمية بقدر ما يهمها كيف يرضى عنها الاجنبي وهذا سر تمسك بمن نراهم اليوم

أدركت القوى الدولية أن بن دغر ليس بالرجل الذي يمكن أن يكون حصان طروادة ولا يقبل ان يستخدم  كبري عبور يمررعلى ظهره مشاريع القوى الطامعة مادفع بهم لرمي ثقلهم للتخلص من بن دغر لكون ثوابته تمنعه  ومن يحمل قيم ويضع مصلحة وطنه أمام عينيه يصعب عليه التنازل عنها وإن أراد  وهو ما استوعبه خصومه وأدرك أبعاد مواقفه .

مواقف بن دغر كان لها دور كبير وراء اعادة الاعب الدولي والاقليمي  اولوياته تجاه بن دغر وتقيم مواقفه التي وضعت  مستقبله على  المحك بعدما شاهد العالم  ما قام به من تحدي أعلن من خلاله رفض سياسة الأطماع بسقطرى وفيها رافضا أن يخلد اسمه أنه من تنازل أو ساهم بأي دور تنال من سيادة وطنه رافضا تلطيخ تاريخه ليحافظ على منصب هزيل لا سلطة له على الأمر الواقع غير سرقت المال العام  كما هو حال من نشاهدهم اليوم

نعم.قد.يكون عيب بن.دغر أنه قبل البقاء بمنصب لا أهمية سياسية ولا اجتماعية كرئيس لمجلس الشورى خاصة بعد تجريده من أي موازنة تشغيلية ومع ذلك قبل بمثل هكذا منصب هزيل وهو ما يثير غربتنا

ولكن هذا لا يعني أن نضعه بموضع أن يكون عائق أمام تسليم مستحقات عائلة القائد السلالي واشك بذلك وهو من لا يترك مناسبة إلا ويتحدث عن أهمية الوحدة الوطنية والاشادة برموز سبتمبر واكتوبر فالرجل لم.نشهد.منه أي نزعة مناطقية ولا انتقائية ولا يقبل بالمساومة على ثوابت وضعها نصب عينيه كما هو حال من نراهم اليوم في هرم السلطة ولو كان بن دغر كغيره لكان اليوم محل رشاد العليمي وربما أكبر من ذلك  .

لم نجد في ظل تقلد  بن دغر نزعة حاقدا ولم يتعامل بنتقائية مع البسطاء فكيف مع عائلة السلال ولم يسخير منصبه على أساس مناطقي أو طائفي  ليحل بهم مكان موظفي رئاسة الوزراء أو الشورى ماذا لو تأتي إلى مكتب رئاسة الوزراء لتراقب بنفسك مالذي يحدث ستجد المحسوبية المبنية على المناطقية الصرفة هي من تسود المؤسسات وهو ما لم يكن له أثر في ظل بن دغر .

وأنا هنا لا أقول أن بن.دغر نبي مرسل ولكنه أقل ضررا وأكثر احتراما لنفسه ممن جاء بعده  أقل شي أنه يفكر بما يقول عنه الاجيال ويختار حديثة بعناية فائقة حتى لا بحسب عليه أو يفهم خطاء فكيف بعائلة مثل عائلة قائد هو يمجده .

ولا يريد أن تكون صفحته بالتاريخ سوداء قاتمة كحال الاخرين ولا أقول أن  صفحة بيضاء وإنما ضبابية ليدون  مدون التاريخ عنه مابين سرد مناقبه ومابين ما نسب إليه وهو ما يجعل المورخ محتار لأنه أمام رجل له بصمات واضحه وعليه وملاحظات يصعب تاكيدها  بينما صفحة من نراهم اليوم سوداء ملطخة بالانبطاح والتبعية فماذا يمكن أن يكتب عنهم التاريخ واي صفحات تقبلهم غير الصفحات الملطخة بالسواد القاتم

مقالات الكاتب