أضلاع صديقي لا تنام
- صديقي العزيز نفس، وإنسانية (محمد بدحيل)، عضلة قلبه الأبيض متضخمة، وأضلاعه لا تنام. &nb...
- أنتظرنا أمرا جديدا، وحدثا مزلزلا، ولكن نحسبهم طربلونا بنفس الطربال ، ومن مسك بالسكان ما يفك له ، إلا بحفرة أو سفرة.
- مجلس العموم الذي اختارهم ، يجددون التفويض لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، بقيادة، وتمثيل شعب الجنوب وقضيته.
- إذا رجعنا إلى الوراء ، سنجد أن المجلس الانتقالي بناء شرعيته السياسية على فكرة التفويض الشعبي، وهذا استدعاء لفكرة صحيحة واستخدامها بشكل غير صحيح.
- الذي نعلمه أن التفويض الشعبي ياتي عبر الانتخابات أو عبر أطر سياسية متدرجة وفق معايير محددة أو ما يعرف بالتدرج من القاعدة إلى الهرم.
- فالتفويض الشعبي القائم على التجمعات، والمظاهرات هي فكرة متطرفة بالأساس، ولا يمكن اعتبارها أساساً سياسياً صلباً لبناء حامل سياسي لتمثيل الجنوب في الحاضر، والمستقبل، وهذا ماثبت خلال السبع السنوات الماضية.
- ومع ذلك، لو سلمنا جدلياً بفكرة التفويض الشعبي التي يستند عليها رئيس الانتقالي، فإنها كانت تفويضاً بإدارة المجلس الانتقالي ككيان، وليس تفويضاً بالتحكم بمصير الجنوب، وشعبه، وقضيته وفق أهواء قيادة لا تتشاور حتى مع من حولها.
- وبالتالي فإن سلطة التفويض هنا تقتصر فقط على من فوض، وهم الجموع التي خرجت في 4 مايو 2017، ولا يتجاوزهم إلى باقي الشعب الجنوبي.
- والتفويض الذي يُحدث أثره السياسي، هو التفويض المكتوب القائم على فكرة التوكيلات موثقة، وذلك في حال تعذر حصوله عبر الانتخابات، فأين هي هذه التوكيلات؟.
- وعليه فإن التفويض الذي يستند له رئيس المجلس الانتقالي في قراراته التي يصدرها هو تفويض باطل من كل الزوايا، وما بني على باطل فهو باطل، ولا يُبنى عليه الفعل السياسي السليم.
- والتفويض لا يعني أن تصبح القضية الجنوبية مجرد مناورة بيد هذا أو ذاك لتحقيق مكاسب خاصة، وقد حدث للأسف أن تم فعلاً المناورة بالقضية الجنوبية، كما حدث عند إعلان الإدارة الذاتية ثم التخلي عنها مقابل ثمن بخس هو المشاركة بأربعة وزراء.
- الحديث عن الهيكلة، يجب أن تشمل الجميع من رئيس المجلس، وحتى أعضاء القيادات المحلية للفروع، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا الهيكلة؟، أليس لأن المرحلة السابقة فشلت ! ، ومن المسؤول عن فشلها؟، بلا شك أن المسؤول هو الذي اتخذ القرارات الفاشلة ، وبالتالي هو الذي يجب البدء بهيكلته ، فالقاعدة تقول (الغُنم بالغُرم ).
- ماذا ننتظر من هيكلة لا تخضع لمعايير التقييم والأداء؟، وهل كانت الهيكلة هي السبب في اقصاء الآخرين طوال الفترة السابقة ، حتى نقول إن الهيكلة سوف تلم الشمل ؟، فمن لم يستطيع أن يتحمل مشاركة هيئة الرئاسة المحدودة العدد في صناعة القرار ، كيف له أن يتحمل مشاركة كافة أبناء الجنوب ؟!.
- أن المشاركة الحقيقة لا تحتاج إلى هيكلة، وشعارات، وقرارات، ولا بهرجات ومؤتمرات، بل تحتاج إلى عقول تؤمن بمشاركة أبناء الجنوب، ولا ينظرون لهم نظرة التابعين .
- لقد وصل الحال بأن بتنا نترحم على الممارسات المناطقية، والقروية على بُغضنا لها، خاصة، ونحن نشاهد ظهور الممارسات الأسرية الضيقة، وأصبح لدينا خليط جديد من كل ما سبق.
- أن مسار المجلس الانتقالي الحالي، هو مسار بُني على فكرة باطلة شرعاً وقانوناً، ومن يريد أن يمثل شعب الجنوب عليه أن يسلك الطريق الصحيح، وليس فرض نفسه تارة بالتفويض المزعوم، وتارة أخرى بالهيكلة الشكلية.
- أن الجنوب لا يتحمل المزيد من المغامرات، والشطحات، والهيكلات الفارغة، فكل ذلك سيؤدي لمزيد من التشرذم ، ويعمق الانقسامات، ومن الأولى عليهم مراجعة حساباتهم، وصيانة الوضع القائم، وتصحيحه، بدلاً من اتباع سياسات (بيريسترويكا) التي ورثوها من زمن السادة الرفاق !.
- ياسر محمد الأعسم/عدن 2024/1/2