وللذكرى عودة وللعودة ألم لجرح لم يندمل برحيل المربي والأب الحنون محمد علي الأغبري

لك الخلود يا أبي الغالي ،في ذكراك الرابعة التي يعيدها التأريخ ،ذكرى توديعك لعناء العيش وتفضيلك الخروج شامخاً لتخلد ذكرى ولتصنع مجداً وتطىء بأقدامك في الصحاري وسط أكواد الرمال في تربة عدن  ومدخلها ،ذهبت وما أصعب حكاية ذهابك التي كنت لاتحمل فيها سوى ضميرك وغيرتك وحميتك وسلاحك الكلاكنشوف في مواجهة مليشيات ظالمة مزودة بأفخم الترسانات وجيوشها تتوارد كالسيول وتحمل ماتشتهي من أسلحة مختلفة العيارات.. 


ودعتك يا أبي في ظهر يشرق اعتليت فيه المركبة التي نقلت الشهيد لتلتحق به نحو الدار التي اخترتها وأرغم عليها كثيراً مما لم يؤمنوا بأقدارهم ومصيرهم ونهايتهم فختارتهم ولم يختاروها فهنيئا لك الاختيار. ..


تطل ذكراك الرابعة كأطلال نصر يتجدد وموقف يتخلد، ذلك النصر الذي صنعتموه وذلك الموقف الصعب الذي جسدتموه للدفاع عن الدين والوطن والعرض والأرض من قوى الظلم والطغيان وجبروتها ونهجها الهدام الذي لولا إدراككم لهذا الخطر لكان الجميع يتجرع مرارة هذا الوباء. 


جرح رحيلك لم يندمل لولا الإيمان الذي تولد  والعهد الذي قطعته واخترت السير على خطاك وخطى رفاقك الأخيار، طريق اعتناق وسام الحرية والبروز بكل فخر لمبارزة عدوكم  البغيض ومشروعه الطائفي السلالي الذي يشارف ان يسقط بفضل تضحاياتكم ودمائكم وكل غالي نثرتموه على سفوح الجبال وبين ذرات الرمال. 


كثيرون جربوا مرارة الفقد لكن فقدك الذي لم تتحدد معالمه وخيوطه كان الفقد الصعب بالطعنات التي اخترقت كل المشاعر الحية التي تنبض بين أضلعي. 


كان موقف سكونك على أكوام الرمال لأشهر بكل هدوء ،أعظم ألم عانيته في حياتي ولم يمر على يوم إلا واعتصرني ذلك الأمل وافقدني كثيراً من إدراكي وإحساسي وكل مشاعري نحو مصيرك المجهول، قبل أن يساق الملك البشري ليعلن نهاية السرحان الذي عشتها وقاسيت ألمها، بعثروا التراب على جسدك الطاهر بعد أشهر من لقاءك بملك الملوك. .


حينها جربت البكاء فلم يكن الدواء وعزفت عنه، وعدت للدعاء فوجدته البلسم والنافذة الوحيدة التي قد تستطيع تقديم شيء ولو كان يسير لك أبي الراحل الخالد في رحاب الخالدين كما أسال الله، يامن غادرتم وتركتم كل الملذات والأطماع والأهواء التي يتسابق عليها البشرية اليوم حبا وطمعا في أجمل الأوقات في رحلة لايدري أن الإنسان أين ستنتهي به وعلى أي حال ستكون النهاية. 



رحمة ربي تغشاك أيها الغائب الحاضر في قلوبنا ووجداننا ،حظورك الذي تذكرني به كل صعوبة ألاقيها وأحتاج العون فيه ولم أجد وأصعد لوحدي لمحاولة اجتيازها.


نم قرير العين يا مربي الأجيال والمدافع عنها حينما بادرت الحوثية لتحويل مناهجهم نحو الأنثى عشرية في محاولتها البائسة لدفعنا للخلف سنيناً وعقودا

مقالات الكاتب