نوستالجيا.. الحلقة الثانية.. حقبة الرئيس ناصر
في الحلقة الأولى من سلسلة الحنين إلى الماضي تلقيت عددا من الرسائل معظمها يتهمني بالتطبيل للنظام السا...
على سبيل التساؤل وللملكة العربية السعودية خاصة والتحالف عامة البحث بجدية عن أجوبة منطقية على ضوء المعطيات الميدانية في خمس سنوات مضت دون أن تحقق عاصفة الحزم أهدافها شمالا.
هنا فقط سوف نطرح عددا من الأسئلة التي تدور في خلد غالبية الناس في اليمن وخارجه، ولعل أكبر الأسئلة المحيرة لماذا نجحت الإمارات في تحقيق انتصارات كبيرة في الجبهات التي اوكلت لها جنوبا، وتكاملت مع القوات الجنوبية ولقنت الحوثيين أقسى الدروس واعادتهم إلى ادراجهم منسكرين في حين فشلت القوات التي تدعمها السعودية شمالا ولم تراوح أماكنها منذ خمس سنوات مع العلم ان السعودية تدعمها بسخاء على المستوى العسكري والمادي واللوجستي.
ولكي نكون واضحين فإن القوى التي تعتمد عليها المملكة شمالا تتمثل بجماعة الإخوان المسلمين بقيادة علي محسن الأحمر والمقدشي وغيرهم من الجنرالات المحسوبين سياسيا على الإخوان.. الإخوان هذا التنظيم الممتد من قطر إلى تركيا ومعروف موقف هاتين الدولتين من السعودية والتحالف العربي.
برأيي الشخصي ان الإجابة واضحة والمخطط واضح للعيان ولا هدف له سوى افشال المملكة وادخلها في حرب استنزاف بلا نهاية ومن لم يلاحظ ذلك عليه متابعة الإعلام القطري الذي ترك كل قضايا العالم واحداثه وتفرغ للتشهير بالمملكة مع العزف على الجانب الإنساني في مسعى لتحميل المملكة تباعات الكوارث الإنسانية في اليمن.
خمس سنوات لم تتحرك جبهة نهم أمتار إلى الأمام خمس سنوات لم تتحرر صرواح في مأرب خمس سنوات والجوف محلك سر، وحتى الجبهات الوسطى في تعز حال الإخوان دون تحقيق أي انتصارات تذكر ونراهم مشغولين في خلق صراعات داخلية انتجت ما يسمى الحشد الشعبي التابع للإخوان وينكلون بأهل تعز تنكيلا.
المخطط القطري الذي ينفذه الإصلاحيون بولاء سياسي منقطع النظير لم يتوقف في الشمال بل امتد جنوبا وما انفكت هذه الأطراف الخبيثة تصب الزيت على النار وبدلا من تكون عدن عاصمة مستقرة كنوذج يشجع الآخرين على التحرر من الحوثيين، نرى الإخوان يعملون ليل نهار لجعل عدن مدينة صراع بين المقاومة الجنوبية والرئيس هادي
وبين الإمارات والمملكة العربية السعودية، وكل وسائلهم الإعلامية متفرغة تماما لتلك المهمة.
وأكبر دليل على ذلك هو ترويج الشعائات حول السفير السعودي ال جابر بأنه أكثر من يقف في وجه القضية الجنوبية ولا يعترف بها وانه أصبح سلاحا بيد الاخوان في مسعى لتأليب الشارع الجنوبي ضده وخلق فجوة من عدم التفاهم بين الجنوبيين والمملكة.
السؤال الأهم لماذا لا تنتبه المملكة لتلك المخططات الساعية لضربها بالجنوب بأعتباره الحليف الاستراتيجي للتحالف العربي ولماذا يراد للملكة أن تقفز على القضية الجنوبية دون أن تضع في اعتبارها أن حلها حلا عادلا هو الضامن الوحيد والمحافظ على الانتصارات المتحققة وصمام أمان للخليخ والمنطقة العربية.
ومن جهة أخرى لماذا لا تُوجد المملكة حلفاء حقيقيين شمالا بدلا من الإعتماد على الإخوان الذين اثبت السنوات الخمس الماضية فشلهم الذريع عسكريا، بل واتضح جليا أنهم سبب رئيسي لكل الاخفاقات، والاخطر من ذلك أنهم يتقاربون اليوم مع الحوثيين ويشكلون خطر اختراق على المملكة من خلال قياداتهم المقيمة في الرياض التي توافي الحوثيين بكل صغيرة كبيرة، علاوة على أنهم سببا رئيسا في كل أخطاء التحالف التي تروج لها قناة الجزيرة والمنظمات الإنسانية الاخوانية على أنها جرائم حرب.