"بلومبرغ": تل أبيب والرياض تبحثان تعزيز العلاقات العسكرية والاستخباراتية

كريتر سكاي/

نقلت صحيفة "بلومبرغ" عن مصادر مقربة من المحادثات، أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة كثفت المحادثات مع السعودية بشأن تطوير علاقات عسكرية واستخباراتية في ظل تزايد المخاوف بشأن إيران.

وبحسب الصحيفة، عقد مسؤولون من البلدين اجتماعات استكشافية قبل اجتماع مجموعة عمل مجلس التعاون الأمريكي الخليجي الأخير حول الدفاع والأمن في الرياض، وعلى حد قول ستة أشخاص، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المحادثات كانت سرية.

وقال ثلاثة أشخاص، إنه من المتوقع إجراء مزيد من المشاركة في براغ بالتزامن مع مؤتمر ميونخ للأمن الذي بدأ يوم الجمعة.

وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشرق الأوسط، دانا سترول، في الرياض يوم الاثنين: "نعتقد أن تكامل مناطق أخرى والبدء في الجلوس إلى طاولة واحدة مع إسرائيل هو في مصلحة الاستقرار والأمن في المنطقة".

ووفقا لـ "بلومبرغ"، فإن رأب الصدع التاريخي بين حليف الولايات المتحدة الرئيسي إسرائيل، وأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط المملكة العربية السعودية، من شأنه أن يمثل إعادة ترتيب مهمة للسياسات الإقليمية.

وأضافت الصحيفة، مع ذلك، فإن إعادة العلاقات الكاملة قد تعتمد على اتفاق يتعلق بمطلب المملكة العربية السعودية المعلن، والذي طال انتظاره لإقامة دولة فلسطينية، على حد قول بعض الناس.

وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن هذا يبدو أقل احتمالا من أي وقت مضى بسبب تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى السلطة، بعد فوزه في الانتخابات على رأس ائتلاف يميني متطرف أواخر العام الماضي.

وأوضحت الصحيفة، "قال محللون، إن السعودية قد يكون لديها شروط مسبقة أخرى، في المقام الأول التزام موسع ومتجدد من قبل واشنطن للمساعدة في محاربة إيران، ووصفت الحكومة الأمريكية وست دول خليجية يوم الخميس، طهران بأنها تهديد متزايد للأمن الإقليمي، وأنشأ الرئيس الأمريكي جو بايدن تكاملا أوثق لإسرائيل في المنطقة أولويته تجنب الصراع وتخفيف أسعار النفط، وتجري الرياض في الوقت نفسه محادثات مع إيران بشأن تحسين العلاقات".

ووفقا لـ "بلومبرغ"، قال إيهود يعاري، الزميل الدولي في معهد واشنطن ومقره إسرائيل: "لديهم اتصالات طوال الوقت، متسارعة إلى حد ما، على الرغم من أنني لن أبالغ في ذلك، يتمتع الجانبان بخطوط اتصال مريحة إلى حد ما بشأن الاستخبارات والدفاع الجوي".

وأشارت الصحيفة، إلى أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية امتنعا عن التعليق على الأمر، وكذلك فعلت وزارة الخارجية السعودية.

موضحة، أنه سيأتي تحالف محتمل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، بعد أن أصلحت الدولة السابقة العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان، في سلسلة من الصفقات التي توسطت فيها إدارة دونالد ترامب الأمريكية في عام 2020، والمعروفة الآن باسم اتفاقيات أبراهام، ومنذ ذلك الحين ازدهرت التجارة وبلغت الصادرات الدفاعية الإسرائيلية إلى تلك الدول 800 مليون دولار في عام 2021.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الاتفاق مع السودان تعثر منذ ذلك الحين، لكن يبدو أن المحادثات استعادت زخمها بعد زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الخرطوم في وقت سابق من هذا الشهر، ومن غير المرجح أن يحدث هذا دون موافقة الرياض، التي تقدم منذ فترة طويلة دعما ماليا للخرطوم وتحافظ على روابط تاريخية وثقافية معها طويلة الأمد.

وبحسب "بلومبرغ"، كانت هناك مؤشرات أخرى على علاقة دافئة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، قبيل أداء اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في ديسمبر، أجرى نتنياهو مقابلة مع قناة "العربية" التلفزيونية المملوكة للسعودية، وصف فيها تطبيع العلاقات بين الدول ذات الأغلبية اليهودية والمسلمة بأنها "قفزة نوعية" من شأنها أن "تغير منطقتنا في مسارات لا يمكن تصورها".

وأوضحت الصحيفة، بدأت المملكة العربية السعودية بالسماح للرحلات الجوية التي تنطلق من إسرائيل والمتجهة إلى آسيا وأستراليا بعبور المجال الجوي للبلاد، فيما كان ينظر إليه على أنه مكسب لبايدن، واجتمع مسؤولون عسكريون ومخابرات سعوديون وإسرائيليون أكثر من مرة منذ إدراج إسرائيل في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية التي تشمل دول الخليج العربية.

وبحسب "بلومبرغ"، كان تشجيع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى على تبادل المزيد من المعلومات الاستخباراتية ودمج الدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري مع بعضها البعض والولايات المتحدة هدفا رئيسيا للمحادثات التي عقدت في الرياض هذا الأسبوع، ومن شأن ذلك أن يساعد في مواجهة إيران، التي دعمت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة، عن مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ب. ألترمان، "الذي يسافر إلى الرياض كثيرا للقاء المسؤولين السعوديين، إنه بينما يوجد توافق عميق في تصورات التهديد بين الإسرائيليين والسعوديين وغيرهم، من حكومات دول الخليج العربية، عندما يتعلق الأمر بإيران، لكن لا يكفي أن تكون بمفردها أساس التطبيع السعودي الإسرائيلي".

وقال الترمان: "ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ربما يلوح بالتطبيع مع إسرائيل كوسيلة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بينما يمكن لنتنياهو التحدث عن ذلك لتجنب المشاكل في الداخل، هل سيتجاوز الأمر الصداقة ذات الفوائد؟، لا تحتاج إلى أي وقت قريب".