قصة مؤلمة من ردفان.. الطفل منصور الذي مات قبل أن يجيب على أسئلة الامتحان

كريتر سكاي/خاص:

باقة من الزهور مع ورقة الامتحان والقلم على مقعد منصور الدراسي بين زملائه، تلاميذ الصف الخامس الأساسي في مدرسة الفقيد د. محسن احمد علي، الذين اصابتهم موجة حزن شديدة بفقدانهم المفاجئ لزميلهم منصور.

أحد زملائه، كان قد استعار قلما من منصور، على ان يعيده له في الامتحان التالي بعد يوم الاجازة، عاد زميل منصور بالقلم.

قائلاً: ها هو قلمك يا منصور؛ اين انت؟ ثم ينتحب بالبكاء، لتنهمر دموع جميع زملائه ومعلميه....

........    ..........       .........      ...........

كانت الساعة تشير الى العاشرة من صباح يوم الاثنين الموافق 11 ديسمبر 2023م، عندما خرج الطفل منصور حيفان سالم الوحدي ذو الاثنى عشر ربيعا، والطالب في الصف الخامس بمدرسة الدكتور محسن احمد علي الهدوي، بمنطقة المصراح، بردفان، محافظة لحج، برفقة أخويه أيمن وسالم الطالبان في الصفين التاسع والثامن بحثاً عن بعض أغنامهم الضائعة في الجبل القريب من منزلهم، والتي تعتبر أحد مصادر معيشتهم.

واثناء صعودهم على الجبل بحثاً عن الأغنام، تعثر أخوهم الأصغر منصور، وتدحرج من أعلى الجبل ليهوي مسافة حتى وقوفه في مكان وسط المنحدر.

ورغم ذلك ظل منصور محتفظا بصوته وكلامه مخاطباً أخويه أنه على ما يرام لكنه لا يستطيع النهوض.

حاولا إخراجه وحمله لكنهما لم يستطيعا، فأسرع أحدهما لمناداة والدته، بينما ظل الآخر قريباً منه.

ووسط صيحات الابن، هرعت الأم مسرعة وصولاً إلى مكان ابنها منصور، لتحمله بمساعدة أخويه، وهي تصيح يا ابني.. يا منصور.. مثلها كأي أم في مثل هكذا محنة، لكن الولد منصور الذي كان يعاني من ثقب أصابه في إحدى كليتيه تسيل منه بعض الدماء، اضافة إلى كدمات بسيطة في بقية جسده، كان لا زال متماسكاً، ويتكلم بوضوح، ويقول لوالدته، قولي يالله.. يالله ولا تبكي على منصور، انا بخير.. بخير.

وعند وصولهم إلى المنزل، تم الاستعانة بسيارة وإسعافه إلى مستشفى ردفان العام، بمدينة الحبيلين، ولكن مع وصولهم كان منصور قد فارق الحياة، مبتسماً، مودعاً الأهل والأحباب والأصحاب.

مات منصور.. ونال منزلة الشهداء.. فقد ثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (من تردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله). رواه الطبراني.

رفع منصور إلى ربه صغيراً أحاطته عناية الله باكراً، جاءه الموت مختار براءته، ممسكاً بيديه الصغيرتين، ليحلق إلى السماء وهو يطير، موقن أنه شفيع لأهله وذويه في الجنان.

منصور الطفل ذو الاثنى عشر ربيعاً غصة في الحلوق، وهزة في القلوب.

ثبت الله قلب والديه على فاجعة رحيله وعوضهما خير من ذلك.

لتنعم بالنعيم الدائم والخلود اللا منقطع يا صغيرنا.

خالص تعازينا ومواساتنا لوالده حيفان سالم، وجده سالم عبدالله، وعمه محمود عبدالله، وجميع أهلهم وذويهم.

انا لله وانا اليه راجعون

كتب/ علي حسن الخريشي