صحف عربية: هل نحن على أعتاب حرب عالمية تخاض في المنطقة؟

كريتر سكاي / صحف

سلطت صحف عربية الخميس الضوء على الهجوم المحتمل لقوات الحكومة السورية، المدعومة بقوات حليفة من روسيا وإيران، على مدينة إدلب التي تعد المعقل الأخير لجماعات المعارضة المسلحة في البلاد.

وركز بعض الكُتَّاب على الآثار السلبية المحتملة للهجوم، وبخاصة ما يشاع حول احتمال استخدام أسلحة كيمياوية، وما قد يخلفه ذلك من خسائر فادحة في الأرواح.

"تطبيع استخدام السلاح الكيمياوي"

وكتب محمد علي فرحات في "الحياة" اللندنية، يقول "التصعيد السياسي حول الوضع القلق في إدلب يتوالى على ألسنة مسؤولين كبار في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، ويبدو شديد اللهجة إلى حد اعتباره إعلان حرب"، مشدداً أننا "على عتبة حرب عالمية تخاض في المنطقة".

ويضيف فرحات "إدلب أمام احتمالين، الأسوأ والأخطر. ويرجح معارضون سوريون معتدلون الاحتمال الأول مستندين إلى العلاقة المتينة بين موسكو وأنقرة التي يحرص عليها الطرفان ... لذلك يرجح المعارضون حصول حرب قاسية تؤدي إلى سيطرة النظام على جسر الشغور والغاب، ما يعني تأمين سلامة القواعد الروسية في حميميم وسلامة اللاذقية، قلب النظام. وما تبقى من ملف إدلب تتابعه أنقرة على طريقتها، مشددة في الوقت ذاته على حلّ شامل شمالي سوريا ينهي إرهاب النصرة والإرهاب الذي تنسبه تركيا إلى المسلحين الأكراد، معاً وفي وقت واحد".

وتعليقاً على تحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا من استخدام الأسلحة الكيماوية في إدلب، يقول بكر صدقي في "القدس العربي" اللندنية "المضمر في هذه التصريحات، هو أن الهجوم على إدلب من قبل الروس والإيرانيين وتابعهم في دمشق، مسموح. كذلك استخدام كافة أنواع السلاح في هذا الهجوم مباح، باستثناء السلاح الكيمياوي".

ويضيف صدقي "كأن ثمة اتفاقاً بين الروس من جهة والأمريكيين وحلفائهم من جهة ثانية، على استخدام السلاح الكيمياوي في الهجوم على إدلب، بحيث تتهم واشنطن ولندن وباريس نظام بشار الكيمياوي به، ويرد لافروف باتهام الخوذ البيضاء به [في إشارة إلى تركيا]. وبذلك تنتهي هذه القصة بتطبيع استخدام السلاح الكيمياوي، بعد عقود على تحريمه دولياً".

كما يقول محمد داودية في "الدستور" الأردنية "تصل الى أسماع العالم بوضوح، صرخات مدنيي إدلب والتحذيرات من مأساتها الأعنف ... بسبب توقع الأمم المتحدة، نزوح ما يزيد على مليون سوري من جحيم حرب الإبادة الجماعية في إدلب".

ويضيف الكاتب "تتعقد أوضاع إدلب وتمضي إلى التهلكة لا محالة، بسبب التحذيرات المتبادلة من استخدام الطرف السلاح الكيمياوي. ومن تكدس هذا العدد الهائل من المسلحين الخارجين على سلطة الدولة السورية، الذين لا تقبل سوريا وروسيا وايران، باستمرار سيطرتهم على 'جيب إدلب' والهيمنة على سكانها".

"أكاذيب وفبركات لا تنطلي على أحد"

Image captionمسلحو المعارضة يواصلون التدريبات

وحظى الهجوم على إدلب أيضا باهتمام بعض المعلقين في سوريا، حيث يقول علي قاسم رئيس تحرير "الثورة" إن "الهزيمة المحسومة للإرهابيين في إدلب رفعت من السُعار الغربي عموماً، باعتبارهم آخر ما في الجعبة الغربية، في محاولة يائسة تدق لها طبول العربدة والتهديد بالعدوان قبل التسليم بانهيار مشروع استخدام الإرهاب. بينما يجد التركي المأزق مزدوجا إذ إن المعضلة ليست في انهيار المشروع الإرهابي فحسب، بل في تبعات الانهيار التي سيدفع ثمنها، وقد يكون باهظ التكلفة ويصل إلى حدود الانهيار السياسي".

وقلل على نصرالله في الجريدة ذاتها من أهمية الضغط العربي على سوريا لوقف الهجوم على إدلب، إذ يقول "لن نَتساهل مع الإرهاب، لن تكون إدلب إلا محافظة سورية نظيفة، ولن يَسلم أو يَهنأ مُحتل في التنف أو عفرين، والجولان سيعود طال الزمن أم قَصُر، فسوريا لا تُجامل ولا تَتساهل، لا تُساوم ولا تَتخلى، وغداً سيكون لنا كلام آخر".‏

وتعليقاً على التحذيرات الغربية من استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم، يقول حسين صقر في "الثورة": "فيلم 'الكيمياوي' بات جاهزاً للانطلاق، وإزاحة الستار عن مسرح الكذب الغربي باتت في ساعتها الأخيرة، وهذا أيضاً لن يساوي شيئاً في عرف التكتيك السوري الروسي الإيراني والقوات الرديفة الأخرى، لأن تلك الأكاذيب والفبركات لم تعد تنطلي على أحد، وتم الكشف عن خطوطها وبرامج عملها وتوقيتها قبل البدء بها، وهذا أيضاً لن يفيد خط المراوغة التركي بشيء، وما على نظام أردوغان إلا الاعتراف بالهزيمة، وقبول الأمر الواقع، ومساعدة الدول الضامنة للحل على تهيئة الأجواء المناسبة لإعادة المناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون إلى أهلها".