محطة أبحاث الكود الزراعية بأبين .. تاريخ مشرق وحاضر مؤلم ..!

أبين (كريتر سكاي) تقرير - نظير كندح


محطة أبحاث الكود هي أول محطة أبحاث زراعية أُسست على مستوى الجزيرة العربية والخليج ..


أُنشئت في منطقة الكود ضاحية زنجبار الغربية بمحافظة أبين الموافق 15/ 9/ 1955م وتتكون من عدة أقسام رئيسية وهي : [ قسم المحاصيل الحقلية – قسم التربة – قسم الحشرات – قسم البساتين – قسم الغابات والمراعي – قسم أمراض النبات – قسم المكننه الزراعية – قسم الصناعات الغذائية – قسم الري – قسم الإقتصاد وإدارة المزارع – قسم التبغ – قسم وحدة الحشائش ] ..


وكان للمحطة الدور البارز في العلوم البحثية الزراعية ومنها تم زراعة القطن طويل التيلة في أبين التي أشتهرت به محافظة أبين على مستوى الوطن العربي ، حيث يأتي قطن أبين في المرتبة الثانية بعد قطن جمهورية مصر العربية فاشتهرت أبين بإنتاج القطن دولياً ..


هذه المحطة كان لها دور إيجابي كبير في مجال الزراعة بنشر الأبحاث الزراعية العلمية وتقديم خبرات كبيرة في المجال الزراعي ساعدت على تطور الإنتاج الزراعي في مختلف المحاصيل وتحسين الإنتاج ورفع جودته من خلال الأبحاث الزراعية التي تمت على أيدي كوادر وخبرات عالية المستوى كان لنشاطها الأثر البالغ على المستوى الزراعي في الجزيرة العربية والخليج ..


*▪ كوادر المحطة ..*


 كوكبة من الكوادر العالية التأهيل تعاقبت على قيادة هذا المركز البحثي العلمي الحيوي خلال العقود الماضية كان لهم بصمات علمية ممتازة ساهموا في تطوير أساليب الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً .. وقدموا خدمات جليلة للزراعة والمزارعين طوال حياتهم العلمية من أمثال : [ د.أبوبكر سالم المعلم – د.سعيد عبده محفوظ – د.محمد سعيد مقطري – د.شفيق محسن عطا –د.أحمد مصر صالح – د.فؤاد إسماعيل – د.خضر بلم عطروش – د.أحمد سعيد الزري – م.سامي همشري م.علي صالح بلعيدي وغيرهم من كوادر المحطة ] ..


بعد الوحدة بين شطري اليمن عام 1990م تم تغيير إسم مركز أبحاث الكود إلى محطة أبحاث الكود وتم سلخه من وزارة الزراعة وإلحاقه بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي – ذمار وكان ذلك أول خطوات وئده وتم القضاء على تاريخه الطويل من العطاء والتألق في عالم البحوث الزراعية .. وشيئا فشيئا تم تهميشة وعرقلة أنشطته بل وتجميد نشاطه بالإهمال والتسيب ، وتحجيم مخصصاته وصولا إلى إلغاء ميزانيته التشغيلية ليبقى كوادره يعملون كموظفين بعد أن كانوا باحثين على مستوى عالي ..!!


الصحيفة زارت محطة أبحاث الكود الزراعية صباح اليوم والتقت بمديرها د/ محمد الخاشعة الذي قال في تصريح خاص : هذه الحاله التي وصلت إليها المحطة هي نتاج أحداث الحرب2011م التي دُمَّرت فيها المحطة وبنيتها التحتية ومكتبتها العلمية ومختبراتها وأسطولها من السيارات والآليات الزراعية ولم تتم أي معالجات من الدولة لإصلاح الوضع بعد تفاقم الأوضاع الجارية اليوم ..!!


مضيفاً ورغم متابعاتنا مع السلطة المحلية بالمحافظة ووزارة الزراعة لم نصل لأية نتيجه بالإضافة إلى ماتعرضت له مساحات الأراضي التابعة للمحطة للنهب والإدعاء بإمتلاكها من قبل البعض ..


لافتاً إلى أن المحطة محرومة من أية ميزانية تشغيلية فالمحطة كما هو معروف عملها بحثي وعلمي وبحاجة إلى موارد مالية لتنفيذ مهام البحوث والتجارب ..


مناشداً الجهات ذات العلاقة ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو ) بالإهتمام بالمركز قبل أن يصبح أثراً بعد عين ..!!


من جانبه قال مدير محطة أبحاث الكود الزراعية السابق ومستشار المحطة م/ سامي همشري : كان لهذه المحطة/ المركز دوراً محورياً في التطور الزراعي لمحافظة أبين .. ويجب إستعادة دورها البحثي للنهوض بالأوضاع الزراعية في المحافظة ونقل الخبرات إلى المحافظات الأخرى ..


وقال المستشار القانوني والمدير الفني للمحطة د/ عبدالله المفلحي : على الأقل يجب أن لانفرَّط في مساحات المحطة التي إنقض عليها الناهبون للإستيلاء عليها دون وجه حق وهذا يتطلب موقفاً واضحاً من السلطة المحليه في أبين ..!!


وكان للصحيفة جولة في حقل التجارب الزراعية وعدد من المشاتل لبعض الأصناف من المنتجات الباباي والمانجو والحمضيات والأعمال الجديده للمناحل ..


حيث قال مدير مزرعة المحطة أ/ ناصر جحيش إن الأعمال التي تنفذ في زراعة المحاصيل نقوم بها بجهود ذاتية حتى نضع بعض المحاصيل الأخرى إلى جانب زراعة الشتلات ..


من جانبه قال الخبير الزراعي م/ عبدالقادر السميطي إن العاملين في محطة الأبحاث وقيادتها يعملون في ظل ظروف غاية في الصعوبة ولكن ذلك بسبب حرصهم على بقاء الحياة في هذا المرفق الحيوي ..


*▪ دعوة لأهل الإختصاص ..*


 دعوة نوجهها لأهل الإختصاص أن يتكرموا بزيارة المحطة والإطلاع على أوضاعها والإستماع إلى كوادرها والعمل على إنتشالها من وضعها المزري .. وإعادة الإعتبار لتاريخها المشرق كمحطة بحثية علمية كان لها الريادة على مستوى الجزيرة العربية والخليج ..


 فهل نجد لدعوتنا صدى وآذانا صاغية لإنقاذ هذا الصرح العلمي الشامخ ؟!

  

الجدير ذكره أن الرئيس الأسبق الشهيد/ سالم ربيع علي " سالمين " كان يولي المحطة إهتماماً يوصف بالمبالغ حيث أنه كان يُبات أحياناً في إحدى الغرف بمبنى المحطة ويهتم بالباحثين الزراعيين ويتابع بإستمرار نشاط المركز .. وهذا ما أعطى المركز دفعة قوية لتحسين النظام الزراعي في أبين خاصة والجنوب عامة ..