شعبية التلال .. الاتحاد الآسيوي يغش و الاتحاد اليمني يتستر ..!

كنت أنوي مناشدة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بضرورة تكريم نادي التلال  الرياضي من خلال الكونجرس القادم الذي يوزع فيه جوائزه شرقا و غربا، على اعتبار أن التلال وهو يطفئ شمعة عيد ميلاده المائة وخمسة عشر يؤكد بالأرقام أنه النادي الأقدم و الأعرق في القارة الصفراء كلها ..
   لكن حدثا جللا تمثل في استفتاء غبي لاختيار النادي الأكثر شعبية في اليمن دفعني لتغيير بوصلة مقالي إلى غير الجهة التي أقصد ، ففي وقت كان التلال بحاجة ماسة إلى لحظة إنصاف و ونظرة عدل اكتشف أن الاتحاد الآسيوي يغش و يشكك في شعبيته، من خلال استفتاء معيب و مريب تغيب عنه المعايير و المقاييس المنطقة ، بدأ للوهلة الأولى وكأنه فيلم تجاري من انتاج مؤسسة (مرجان أحمد مرجان)..
   وصحيح أن التجارب السابقة أكدت أن بين الاتحاد الآسيوي و المعايير و المقاييس قطيعة و  عداء أكثر فتكا من عداء اليابانيين للولايات المتحدة الأمريكية على خلفية قنبلتي ناجازاكي و هيروشيما ، لكن لم أكن أتصور أبدا أن يتجرأ هذا الاتحاد المراهق على حشر التلال في خرم إبرة استفتاء شعبي عشوائي نافذته مفتوحة على البحري، دون وضع معايير أو شروط أو مقاييس للمفاضلة بين الأندية التي انتقاها وفقا و مزاج متقلب يهوى تزوير التاريخ و تغيير معالم جغرافيا الجلد المنفوخ ..
   لست هنا في وراد فضح منسوب جوائز الاتحاد الآسيوي  الفردية ، فمداد التجاوزات و حبر المغالطات تكفي لملء المحيط الأطلسي عن بكرة أبيه و أمه ، فهذه جوائزه فليهبها لمن يشاء حتى و إن بدت غير مطابقة للمواصفات و مستفزة للعقل و المنطق ، لكن إن يلغي هذا الاتحاد على موقعه الرسمي كل أرقام التاريخ و كل معطيات الجغرافيا بتضاريس بطولاتها و أخاديد مدلولات عراقتها ماضيا و حاضرا ، ثم يضع نادي التلال في مقارنة ظالمة وغير منصفة مع أندية شعب إب و وحدة صنعاء و هلال الحديدة، فهذه لطمة على خد الكرة اليمنية التي تدين بالعمادة و الشعبية التاريخية للتلال بالذات دون منافس يزاحمه أرقام التاريخ و معطيات الجغرافيا ..
   و بعيدا عن التشويق الهتشكوكي، وقع الاتحاد الآسيوي في براثن فضيحة أخلاقية و تاريخية ، فهو عندما يختار أندية أقل قيمة و مكانة من نادي أهلي صنعاء لضرب تاريخ التلال الطويل ، فهو بهذا الاستفتاء الأرعن يستهدف التزوير في أوراق رسمية ، و ينتوي دهس كل المعايير و المقاييس من خلال مسرحية ربما يكون كاتب سيناريوهاتها (الواد سيد الشغال) ..
   ومع بالغ تقديري واحترامي لأندية وحدة صنعاء و شعب اب و الهلال الساحلي ، فهي شعبيا تتأرجح على حبال الأرقام، و ليس لها من عير التاريخ و نفير الجغرافيا سوى مناوشات لا تصل إلى حد مقارعة التلال شعبيا رأس رأس ..
   و إذا كان هناك من ناد يستحق أن يدخل مع التلال في جولة على كأس النباهة شعبيا، فسيكون هذا النادي هو أهلي صنعاء، وليس وحدة صنعاء أو شعب اب أو الهلال ، ولن أستند هنا على تاريخ الميلاد كمعيار للمفاضلة، ولا على العراقة وسرعة البديهة،  لكن سأستند معكم على بديهية العقل و المنطق بعيدا عن تخاريف الاتحاد الآسيوي المصاب بالزهايمر في جوائزه، التي تعبث بها أهواء (مرجان أحمد مرجان)، الذي يشتري بالفلوس كل النفوس ، فلماذا لا يشتري التاريخ أيضا، و يسلب التلال شعبيته و عراقته من خلال وطاويط الاتحاد الآسيوي، و ما أكثرهم في زمن استبدال الكذب بالافتراء ..؟
   لا شك أن وحدة صنعاء له شعبيته التي يقاسمها الأهلي في صنعاء وما جاورها، وهو القطب الآخر الذي ينازع الأهلي بعضا من الأرقام و البطولات وقليلا من السيادة، لكنه لا يستطيع شعبيا أن يقفز فوق الإمبراطور أهلي صنعاء أو العميد التلال، حتى إذا كان يحمل لقب الزعيم قولا وفعلا..
  وليس في وضع شعب أب (ملك نابولي المتوج) و عنيدها الكبير، ما يمكن أن يرفع من إيقاع أرقامه تاريخيا ، فهو يظل الأول في محافظة إب و ما جاورها ، لكنه لن يصل إلى  مكانة التلال أو أهلي صنعاء شعبيا ، بحكم أن الأول يقف على تراث و إرث دولة ذهبت ضحية بيروستريكا الرفيق غورباتشوف، و الثاني كان و لازال سيد دولته و عنوان رأسماليتها كرويا ..
  و أما معدتي فقد استعصى عليها هضم إقحام نادي الهلال الساحلي في استفتاء شعبي لا ناقة له فيه و لا جمل ، فالهلال رغم أنه مع منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة دغدغ قليلا من الأرقام ، إلا أنه مهما حاول، و مهما استعان بزانة شيوخه، فلن يقفز فوق شباب الجيل و أهلي الحديدة، ولو دفع مقابل ذلك من دم قلبه الغالي و النفيس ..
  أتعجب من بلاهة هذا الاتحاد الآسيوي، و كأنما أصبح قدره أن يخلق كل صيف قضية مثيرة للجدل ، و أتعجب أكثر من حجم مهازل و مسرحيات هذا الاتحاد الذي لم يكتف بتعرجات و تخبطات جوائزه كل عام ، فجاء هذه المرة ليعبث بالمشاعر و النفخ في المجامر مدفوعا برغبة شيطانية، تهدف إلى تجريد التلال من شعبيته الكاسحة و إخراج أهلي صنعاء من كل  الجمل المفيدة و علامات الإعراب ..
   بالطبع الأندية الكبيرة في العالم تستقي شعبيتها و جماهيريتها من تاريخ الميلاد ومن فيض البطولات و من العراقة التي لا تزحزحها أموال شراء الذمم و الأصوات عشوائيا  ، و لا تأتي عبر نزوة استفتاء غبي قد يخل بموازين الخارطة الكروية في اليمن في لحظة طيش أو تعصب ، ولو استقرينا التاريخ و ربطناه بعراقة أرقام التلال و أهلي صنعاء، فإن ما جمعاه من بطولات قبل الوحدة و بعدها يفوق جميع الكؤوس و البطولات التي حققها ثلاثي أضواء المسرح الوحدة و الشعب و الهلال، مع كامل تقديري لكل بطولاتهم و اجتهاداتهم ..
  اتفق معكم أن الإحصائيات ليست غاية في حد ذاتها، نستعرض من خلالها عضلات التلال و الأهلي ، لكنها ذات أهمية في تدعيم الرأي، و إنهاء الجدل و النقاش، فالتلال يظل متربعا على القمة شعبيا، وخلفه أهلي صنعاء لاعتبارات محفوظة عن ظهر قلب ، ليس هنا مجال عرضها طولا و عمقا و ارتفاعا ..
  قد لا تعنيني جوائز الاتحاد الآسيوي كثيرا ، لأن متابعتها في كل كونجرس أمر يندرج على مخاطر كبيرة، لا يحبذها ذوي القلوب الضعيفة ، فهو في غياب المعايير الحقيقية و المقاييس المنطقية، دائم الغش و التزوير في الأوراق الرسمية، و دائم التجاوز للواقع و معانقة كل ما هو مريب و فاقع ..
   أتذكر جيدا كيف ضحكنا على مسرحية هذا الاتحاد عام 2007 ، عندما قلب المعطيات و الأرقام،  فتوج اللاعب الأقل نقاطا أولا، و اللاعب الأكثر نقاطا ثالثا، ولكم أن تسألوا الزميل أسامة الشيخ مدير تحرير مجلة سوبر ، فهو الذي عرى الاتحاد من كل أوراق التوت، و جعل فضيحته كوميديا سوداء على كل لسان عجمي و عربي ..
  ولأنني هنا أناصر الحق داحض لكل محاولات تزييف العقول باستفتاء عشوائي تغيب عنه المعايير و المقاييس ، فأتمنى على ناديي التلال و أهلي صنعاء التصدي لهذه الألعاب الدراكولية التي تستهدفهما مع سبق الإصرار والترصد ، على التلال أن يكون فوق مستوى هذا الاستفتاء المشبوه، و أن يدافع عن عمادته و شعبيته و عراقته بكل الحجج و البراهين، وله في محكمة الكأس الدولية منأى إذا واصل هذا الاتحاد المتخبط تجاوزاته و سرقة التاريخ و تزوير خارطة الجغرافيا الكروية، كما أن على رجالات نادي أهلي صنعاء و ما أكثرهم، التصدي لهذا التضليل و التطبيل و التهويل الآسيوي غير المبرر ، حتى لا تتبخر إمبراطوريته شعبيا في كوالالمبور زورا و بهتانا ..
  شخصيا لا أعول كثيرا على الاتحاد اليمني لكرة القدم في التدخل ووقف عبث التلاعب بتاريخ و بطولات التلال و أهلي صنعاء ، لأن هذا الاتحاد الذي يتستر على عمليات غسيل الأرقام التاريخية يدور في فلك العشوائية، و لا يختلف كثيرا عن مناوشات و مراهقات  ومكاييل الاتحاد الآسيوي ، ثم إن رئيس الاتحاد الشيخ أحمد العيسي دخل متاهة السياسة ولم يعد الاتحاد من أولوياته ، لهذا أتمنى على الأخ حميد شيباني أمين عام الاتحاد أن ينبري بنفسه، ويتدخل لإيقاف عبث الاتحاد الاسيوي بتاريخ التلال الكروي ، هذا إذا كان أمينا على التاريخ ، ولو لم يفعل ذلك وهو يعلم خطورة سرقة و تزييف التاريخ عشوائيا لكان من الظالمين .. اللهم إني أبلغت .. اللهم فأشهد ..!

مقالات الكاتب

خلي بالك من لغاليغك..!

 تسجيل صوتي صادم لرئيس فرع اتحاد كرة القدم بصنعاء راجح القدمي يدمي القلوب الرقيقة و يوجع الأفئد...

ارحلوا فورا ..!

 يمكن لاتحاد الكرة تقديم مائة مبرر لخسارة المنتخب الوطني اليمني أمام السعودية و أوزبكستان و حتى...

سامي .. الرحيل الدامي ..!

سامي .. في الأفق المخضب بحرقة الوداع أرثي نورسك الذي مات في خلجانك ..أرثي ربيعك الذي غادر أخاديد وجد...