ليلة القبض على راتبي
عندما سمعت بأن الراتب قد نزل عند القطيبي خرجت مسرعًا، ووقفت في طابور بعد خمسة أشخاص، وص...
يا ليتكم تهتمون بصرف المعاشات كاهتماكم بالمبادرات، فكل يوم نسمع عن مبادرة، وهذه المبادرات مجرد ذر الرماد على العيون، فالمتمرد يظل متمرداً ولا تنفع معه المبادرات إلا إذا تناثرت قواه، أما وأنتم تخطبون وده، وتجعلون قبوله شرطاً للمبادرة، فاعلموا أنه لن يوافق إلا إذا حملتم عليه بالحديد والنار.
لم يعد يعني المواطن هذه المبادرات، وغدا لا يفكر إلا بالراتب، فهل ستهتمون بصرف معاشه؟ فما بين الحوثي والنصر إلا صرف معاشات الجيش والأمن، فإن تكفل الحوثي بدفعها، فهنا سيخرج الشعب كل الشعب يناصره، ويؤيده، لأن الجوع له سوط شديد الإيلام على الأحشاء، فإن بادر الحوثي وصرف معاشات الجيش والأمن فستنفض تلك الجيوش، وستذهب للقتال مع المتمرد، لأن رؤية أولادك يموتون جوعاً شديدة الصعوبة، وستقاتل من أجلهم مع أي إنسان يتكفل لك بأطعامهم، فهل ستهتم الحكومة بمعاشات القوات المسلحة والأمن؟ وهل سيهتم التحالف بالمعاشات، أم أنه سيظل يتنقل على معانات اليمنيين من مبادرة إلى أخرى؟
اصرفوا معاشات الناس، فرمضان قادم، والأحشاء فارغة، فاتقوا الله في هذا الشعب المطحون، واتركوا التلذذ بمعاناته، ووفروا له الراتب فهذا مطلب اليمنيين الوحيد، فقد فقدوا كل شيء، ولم يعودوا يطلبون إلا الراتب، ليظلوا على هامش هذه الحياة لعل وعسى، فهل أنتم فاعلون؟
اتركوا مبادرات الذل والخنوع، وبادروا في صرف معاشات الجيش، وستسمعون تكبيرات جنودكم تصدح من على مآذن صنعاء.
لا يجتمع الضدان، كما لا يجتمع نصر مع ظلم، وأي ظلم أشد مما يعانيه أفراد القوات المسلحة والأمن الذين قطعوا معاشاتهم منذ أشهر؟ فلا تلعبوا بورقة المعاشات لتستغلوا حاجة الناس، فالظلم عواقبه وخيمة، وستسقط العروش إن طال الظلم، والدروس قريبة، ومازالت حكايات الظالمين موجودة، ولم يدفن أبطالها حتى اللحظة، فاستفيقوا واصرفوا معاشات الجيش والأمن، واعملوا على تحسين حياة المواطن، وإلا فالطوفان قادم، وستعم سيوله كل الجزيرة العربية، فانتبهوا.