اهجري سيدتي !

على سيدة  عين الفوارة أن تذهب حراقة مثل الشباب الضائع، فالأمل في بقائها تزين وسط سطيف العالي لم يعمد قائما دامت هدفا "لبومارطو" وللمعاول التي في العقول، وليست الشرطة ولا غيرها من   ستمنع هدمها أمام موجة التدين المرعب التي يغرق فيها رفاق ريفكا والمجتمع برمته.

في غياب مشروع مجتمع وأمام القلاقل الدائرة هذه الأيام في مؤسسة من مؤسسات الجمهورية، لا بأس أن نحارب الطواحين الهوائية مثل دون كيشوت، ونقوم بغزوات من حين لآخر دفاعا عن قيمنا البالية باسم الدين، لكننا ننسى في غمرة التيهان، وملاحقة النهود الحجرية، الفساد المستشري وحملات نهب المال العام التي لا تتوقف، والتنازل على مؤسسات الدولة في السر والعلانية لمستثمرين مزيفين قبل أن نكتشف أنهم ضحكوا علينا وعلى مستقبل أبنائنا.

أهربي يا سيدتي، سطيف التي تفاخرت بك عقودا، وتبركت بحجارك و روى ماؤك عطش سكانها، لم تعد سطيف الثامن ماي التي هب ابناؤها من أجل الحرية، وصار للحرية  لدى سطيف وكل  مدن الجزائر  معنى واحدا، حرية التدين وحرية إسكات الصوت الاخر المختلف عنا.

ألم يحرق الفاتحين مكتبة الاسكندرية، وحاولوا هدم أهرام الجيزة، وكسر طالبان تماثيل بودا في افغانستان ،وقطعوا راس تمثال المعري في المعرة السورية، وخصت داعش الثور المجنح الآشوري بنينوى العراق، ودمروا آثار تدمر؟ 

اهجري فأنت رمز للجمال في زمن القبح، لم يعد لك مكانا بيننا، اتركينا لقبحنا وأحقادنا، فنحن صرنا نتفاخر بالكراهية وندين المحبة والتسامح، انظري إلى وجه المعتدين عليك وانت تعرفين مخزون البشاعة والحقد على وجهه .

سيقولون أنه مجنون، ويطلق سراح ليعود مجددا متحينا الفرصة لهدمك، فأنت لست هدفا لمعوله، فهدمك خطاب  ترهيبي يزرع الرعب في النفوس، في زمن خصيان السياسة.

ثم أنت لست أغلى من أمال ورشيدة وكاتيا بن قانة ومعلمات سيدي بلعباس اللواتي ذبحن كالشياه يوم العيد ولم يحمهن حجاب بعضهن، وغيرهن مئات ومئات، حتى وان كلفت عملية تجميل ثدييك الملايير، قلت لك نحن نكره الجمال اذهبي !

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...