إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
ما الذي يحدث في البلاد هذه الأيام ، بل هذه السنوات الأخيرة، فبعد الطعن في شرف المجاهدين الحقيقيين وفي الثورة وتاريخ البلاد برمته، بإغراق وزارة المجاهدين بمجاهدين مزيفين أغلبهم كان يعمل لحساب فرنسا حتى لا أقول من الحركى، ها هم اليوم الذين حاربوا الإرهاب بالسلاح وعرضوا حياتهم وصحتهم للخطر، يستهدفون اليوم في شرفهم، وفي لقمة عيشهم.
لن أناقش حكم المحكمة في حق معطوبي الجيش الموقوفين، احتراما لقوانين الجمهورية وللدستور الذي سلطته فوق كل السلطات، لكن هل يعقل أن يمنع مواطن جزائري دافع عن أمن الجزائر وترك ساقه أو ذراعة واعتلت صحته في الحرب على الارهاب من دخول عاصمة البلاد أو أية مدينة أخرى؟ لم يحدث هذا إلا زمن الاستعمار عندما كانت الاحياء الراقية في العاصمة والمدن الأخرى ممنوعة على "الأنديجان".
لن أدافع عن المدعو طرطاق ولم تربطني به أية علاقة ولن أنتظر منه اي شيء، لكنه مثل الالاف من أبناء المؤسسة الأمنية حاربوا الارهاب بالكلاش على الكتف وعرض حياته مرارا إلى الموت ، وقضى خيرة ابناء المؤسسة في مواجهة آلة الدمار الاسلاموي، عندما كان الكثيرون منا يعودون إلى بيوتهم عصرا خوفا على حياتهم. ليس دفاعا عن الاشخاص لكن من يريد تدمير المؤسسة التي حمت البلاد والجمهورية من الأفغنة؟ من يريد اقتلاع حب هذه البلاد من قلوب أبنائها في حسابات دنيئة حتى لا يستجيبون في المستقبل للدفاع عنها لو عاد الخطر من جديد؟
أليس هذا تشكيك في كل خياراتنا الوطنية، وضرب للمبادئ والقيم، ومن طرف من؟
بعد تدجين الاحزاب وافراغ المؤسسات الدستورية من دورها الجمهوري، وبعد اتهام الاطارات الوطنية التي حمت المؤسسات زمن الارهاب بالفساد وسجنها والتشكيك في وطنيتها، في عملية الايدي البيضاء سنوات التسعينيات ، قبل تفتيت النسيج الوطني لفتح الطريق أمام سياسة الاستهلاك الفاحش، وبعد ضرب الاعلام الذي وقف هو الآخر في وجه المشروع التخريبي ودفع الثمن غاليا بمقتل أزيد من مائة صحفي ومنتسب للمهنة، ها هي الصحافة التي كانت أهم مكاسب الديمقراطية اليوم تغرق في الفساد، واليوم نقف أما الرتوشات الأخيرة لتدمير الدولة الجزائرية، وتدمير الانسان الجزائري بتشجيعه على الطمع والكسل والاتكال مقابل فتات من الريع، وصار الفساد في نظر الكثيرين عنوان للنجاح.
ليست نظرية مؤامرة، لكن ليس بريئا استهداف المجاهد ورئيس البرلمان وما يتعرض له على يد نواب البرلمان هذه الايام بالدوس على القانون بغض النظر عن الطريقة التي جاء بها هو الآخر إلى المنصب، وليس بريئا أن يخرج علينا مدير المخابرات الفرنسي السابق يكشف خبايا النظام في الاعلام الفرنسي ونحن على مقربة من الاحتفال بذكرى الثورة التحريرية، تماما مثلما خططت السفارة السنة الماضية لاستدعاء الشباب من كل الوطن في نفس الذكرى لاجتياز امتحان الفرنسية الذي يخول لهم الدراسة بفرنسا، وحضر الالاف في مشهد يراد منه الطعن في الاستقلال وفي الثورة العظيمة.
المرحلة التي تمر بها البلاد اليوم أخطر من التي عشناها سنوات الارهاب، بل أخطر حتى من الفترة الاستعمارية، فما فشلت في تحقيقه فرنسا طيلة 132 سنة، يحققه لها أذنابها اليوم بأقل تكلفة.