إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
لم أكن أعلم أن بوحجة المجاهد الذي بلغ من العمر عتيا اصبح خطرا على الجزائر، أم أننا أمام تجسيد للمثل الفرنسي الذي يقول " عندما تريد أن تغرق كلبك، قل أنه مصاب بالجرب".
من حق السلطة أن تتطبق منطق سلطة الواقع التي تحدث عنها الوزير الأول والتي صارت أقوى من سلطة الدستور مثلما علما سيدنا أويحي، لكن هل من حق هؤلاء أن يطعنوا في شرف وكرامة الرجل الذي ساند كل خيارات رئيس الجمهورية بل كل خيارات السلطة منذ زمن الحزب الواحد، ولست هنا لأدافع عنه.
ربما اقترف رئيس المجلس الشعبي الوطني المحكوم عليه أحكاما قاسية من طرف زملائه النواب أخطاء وربما أكبر خطآ اقترفه هو قبوله رئاسة المجلس بتعيين فوقي، ومثلما تم تعيينه فوقيا يكون أوحي لخصومه بتنحيته فوقيا أيضا.
لا أدري إن كانت أزمة المجلس التي قاربت الشهر قد انتهت أمس بانتخاب رئيس جديد، أم أنها زادت تعقيدا والمجلس اليوم هو برئيسين كلاها يدعي أنه الشرعي، وما دام الرئيس المجاهد يقول أنه هو الشرعي ويرفض كل الاجراءات المتخذة ضده ، خاصة وأن إعلان شغور المنصب كان مسرحية بايخة ودوس على القانون الذي سعى الرئيس بوتفليقة لتكريسه مثلما يقول السيد بوحجة.
التساؤل المطروح ، ما علاقة كل هذا بالرئاسيات المقبلة، وما علاقتها بالعهدة الخامسة من عدمها، فلا أعتقد أن بوحجة يقف ضد خيار العهدة الخامسة مثلما يشاع في كواليس السياسة، فهو يردد في كل تصريحاته أنه مع الرئيس الذي من أجله قام بحركتين تصحيحين في حزب جبهة التحرير، فهل سيتحرك الرئيس المجاهد لإعادة الاعتبار لمجاهد آخر ؟
مهما كانت نهاية الأزمة التي دخلت أمس منعرجا جديدا بانتخاب رئيس جديد للمجلس، فإن الرأي العام أصيب بخيبة وهو الذي تعاطف مع الرئيس الشرعي، ليس إيمانا به وإنما أيده لأنه تعرض لظلم حسبه، ولان الجزائريين يحملون ضغينة للنواب ويرون الا فائدة مرجوة منهم سوى أنهم يخدمون مصالحهم الشخصية.
كل هذا حدث أمام وقوف المعارضة موقف سلبي ، وحتى وإن قاطعت جلسة تعيين الرئيس الجديد، فهي قدمت خدمة للإنقلابيين على بوحجة لا غير، وحده بلقاسم ساحلي باستقالته من المجلس سجل موقفا مشرفا، وهو ما فاجأ الجميع.