ستبقى يا نوفبر عيدا !

لا زلت أحن إلى ذلك الزمن الرائع، ونحن نسهر صغارا حتى منتصف الليل لنعد طلقات مدافعك يا نوفمبر، ونتذكر أسماء الشهداء مثلما تعد أمي جواهر سبحتها على زربية الصلاة، أي فرح كان يغمرنا  وأي فخر ونحن نروي بطولاتك.

ورغم .. ستبقى يا نوفمبر عيدا وستبقى  ثورتك أعظم الثورات، وستبقى الشعلة التي أوقدتها في الأجيال مصدر الهامنا تدفعنا إلى الأمام  كلما تأخرت المسيرة، وإلى النهوض كلما انزلقت اقدامنا  وتاهت بنا الطريق.

لا تلمنا عن انزلاقات  جبهتك  التي كنا نفاخر بها الأمم ونردد " جبهة التحرير أعطيناك عهدا"، وهي اليوم صارت مسخا ممسوخا، تولاها نصاب ومداح على قول الشاعر، وصارت سوقا لبيع الذمم، بعد أن كانت تقطع رؤوس اللصوص والخونة، فعظمة الثورة لم تكن لتسمح بأدنى الأخطاء.

ستبقى يا نوفمبر، رغم المسوخ  عنوانا للكرامة ومجدا للرجال  ومرجعية للأحرار.

هل خنا يا نوفمبر ذاكرة الشهداء والأمانة؟ هل دسنا على جراح بن مهيدي وعلى دم ديدوش وعميروش وعبان ومليكة وحسيبة ؟

سيبقى "كل القديسين" يؤرق ليل فرنسا، وسنبقى بين الخيانة والأمانة نذود عن شعلتك ولن تنطفئ، سنبقى نروي للأجيال فجر الحرية  بعد عقود الظلم والظلام.

يكفي زيارة لكتب التاريخ لتذكرنا صور الحفاة العراة   المقهورين بعيونهم الفارغة معجزاتك، و كيف حفرت طريق الكرامة في الصخر.

إننا ننسى يا نوفمبر و نجحد ونكفر أحيانا بنعمك، فاعذرنا  ان دسنا على اسمك وأسأنا لرسالتك ولاسمك، فسرق منا وهج ثورتك، ووضعنا خناجر في يد أعدائك لطعنك ، لكن مهما   خانوا وكفروا برسالتك، ستبقى عنوانا لحرية شعب قاوم وانتصر.

ستبقى يا نوفمبر خنجرا في الحناجر، وستبقى دربنا إلى الكرامة، ستبقى قمح خبزنا، ونار موقدنا وسقف بيتنا وقمرا في ليل التيه هذا الذي حل بنا، وسنعود ، سنعود حتما مهما طال تيهنا  لننهل من نبعك، فأنت الدين والدنيا، أنت العز وأنت الهوية.

وستوقظنا طلقات مدافعك كلما غفونا وغفلنا ...

مقالات الكاتب

هنيئا يا جزائر !

كل شيء فيك جميل هذه الأيام يا جزائرنا، انتصارات الفر يق الوطني التي أعادت الأمل للشباب بعد سنوات من...

هلموا إلى الحوار !

لا أدري إن كانت المجاهدة، جميلة بوحيرد، ستقبل أن تكون ضمن الهيئة التي اختارتها منظمات من المجتمع الم...

الهويات القاتلة !

لا بأس أن أستعير من الروائي العالمي، أمين معلوف، هذا العنوان لكتابه "الهويات القاتلة"، لأعبر من خلال...