صه! لاتتسائل

لم نعد اطفالا لتثير الاسئلة الوجودية فضولنا الطفولي، ليس لأنا وجدنا حلا لها بل لإنا لم نجد الإجابة التي تليق بعقولنا، تلك العقول التي يغشاها الران بمجرد التكرار التساؤلي الذي لانجد له اجابة تستكين وتهدأ عن التساؤل وتصبح عقولا متلقية فقط "كبش في القطيع".

نكبر يوما بعد يوم تواجهنا الحياة تصدمنا أكثر حين نريد مساءلتها كأن الحياة عند سماع أي سؤال واعي لاتعرف اجابة سوى:صه.. أو كأن الحياة عجوز لايهتم لتفاهتنا، تفاهتنا تلك التي اصبحت علامة كبت بدلا من كونها علامة استفهام، بابا مغلقا تكون اسئلتنا وعندما نطرحها تصبح بابا مغلقا وثقبا أسود لاتجرؤ الإجابة على دخوله.

كنت طفلا عندما بدأت التساؤل-كأي طفل-عن ذات الله عن ابتسامته عن وجهه البريئ بكل طفولة كنت اسأل وبكل صدق وفضول، كان المجتمع يسخر مني كثيرا لأني لم أكن اصدق ترهاتهم لم أكن اقتنع بتهربهم ولأن السؤال لايغادر فمي، قالوا: " يالك من أبلة" لأني لم أكن اصدق اجبروني على الصمت حتى البشر اصبحت اجابتهم الوحيدة لتساؤلاتي: "صه"...

مرة أخرى تسائلت محاولا التقرب من رجال الدين دخلت حلقاتهم الدينية، دخلت كأي طالب علم أردت المعرفة أكثر والفهم أكثر، ظنا مني أنهم يدعمون التساؤل ويجدون لتساؤلات طلابهم اجابات مقنعة، لكني فوجئت أن الحلقات الدينية كانت عبارة عن رسالة ومرسل ومتلقي فقط، الاستفسار ممنوع والكيف مجهول دائما ومحرم، والسؤال بدعة، تعلم فقط مايملى عليك، احفظ الكثير من الكتب دون تساؤل دون نقاش لتصبح عالما، لكني كنت دائما أرى التساؤل أرقى العلوم .

المدرسة الجامعة المعلمون الدكاترة كانوا دكتاتوريون ويزعجهم جدا التساؤل، كنت كبيرا حينها ولم أعد اسأل عن الله والكون واصبحت اسأل عن العدل والحب والانسانية، الاسئلة لاتجد جوابا كافيا، كل الإجابات كأنها سندوتشات مقضومة والإلحاح على الاسئلة اصبح غباء أمام نخبة اكاديمية امتلكت شهائد عالمية إلا القليل من من فتحوا للعقل مجال التساؤلات، لكن هل يسمون النخبة من يستهجنون التساؤل الفكري؟.

الآن تجردت من كل اسئلتي أمام حماقات العالم، وبقى لدي سؤال واحد لما الحرب؟ وهٰنا لا أجد جوابا له، رجال الدين يبررون للحروب، الاكاديميون يبررون ايضا، السياسيون يبررون، كل له طريقته في التبرير، لكن لا أحد يملك الإجابة.

لا تتسأل عش فقط كما يعيشون ونم واشرب وادعي أنك مؤمن كما يدعون وإن استطعت اطل لحيتك، ادرس بصمت كأنك لاتريد سوى الشهادة وكن اكاديميا ك"الحمار واحمل اسفارك" ، كن هكذا عليلا فكريا-في نظر الجميع- يقف الله ورجاله وكل العالم بجوارك، لكن إياك أن تتسائل أو تفكر.

معاذ العبيدي

مقالات الكاتب

الميدان يا دكتور رشاد

إن أول خطوة يقوم بها لاعب الشطرنج هي ترتيب دولته في الرقعة، الرقعة التي لاتقام اللعبة ويحدد الخاسر و...

إذا كنتم تحبون هادي

تسلم السفينة ربان جديد كخلف لربان لم تعرف السفينة في عهده غير التيه ولم تستطع الرسو مطلقا - خلال أيا...