إذا كنتم تحبون هادي

تسلم السفينة ربان جديد كخلف لربان لم تعرف السفينة في عهده غير التيه ولم تستطع الرسو مطلقا - خلال أيام ترئسه- في ميناء الحياة الخاص بالحكومة الشرعية ومع ذلك كله فقد كان الربان "هادي" ذكيا إلى حد ما وغير شغوف بالسلطة خصوصا أنه لم يجد المعنى الحقيقي لها ولم يعش دورها كثيرا في الوطن الأم مع الظروف المرافقة والأزمات، الأمور التي جعلته يرجح العقل ويضع كل الفئات المتواجدة في خريطة الوطن المحرر في كفة الحكم بميزان اليمن كبديل له.

كان الرئيس السابق هادي ذكي جدا وعارف بالسياسة أكثر من الجميع، كان يعرف الأوقات المناسبة للبقاء والأوقات المناسبة لذهاب وهذا فعلا مافعله في الفترة الأخيرة حين اختلطت الأمور واصبحت السفينة في نفس الوقت تملك أكثر من ربان وأكثر من وجهة للذهاب حسب رغبة كل ربان وكل ذلك كان متعلقا ببقائه ولو كان بقى لأقتسموا السفينة وغرق الجميع، لكنه كما قلت مسبقا عرف تماما متى يجب الذهاب وكيف يجب وهذا الأمر هو الذي اتقنه بشدة، حيث أختار بديلا لايكمن الاختلاف في صدق وطنيته من جميع الأطراف وحنكته كربان ماهر يؤمن الجميع بأنه سيقود السفينة لميناء يحلو فيه الرسو.

إذا كنتم تحبون هادي فلاتصدقوا كل المتباكين عليه فهو يعرف جيدا أنه قبل كل شيء مواطنا طبيعيا ويحب اليمن، ثم لاتصدقوا كلما يقال عنه مثل أنه أكره أو أجبر على ترك السلطة، الرئيس هادي أذكى من الجميع ويعرف جيدا ماذا فعل ولمن سلم سفينته، وأكاد أقسم أنه سلمها من طيب خاطر كمن يرمي بحمل عن ظهره بعد صعود جبل شاق بكل بهجة وسرور عارفا أن بذل قصارى جهده لإيصاله.

مقالات الكاتب

الميدان يا دكتور رشاد

إن أول خطوة يقوم بها لاعب الشطرنج هي ترتيب دولته في الرقعة، الرقعة التي لاتقام اللعبة ويحدد الخاسر و...

صه! لاتتسائل

لم نعد اطفالا لتثير الاسئلة الوجودية فضولنا الطفولي، ليس لأنا وجدنا حلا لها بل لإنا لم نجد الإجابة ا...