الإنفتاح الشوارعي في اعلان نرجس

طوال السنين الماضية والقنوات اليمنية تعمل بفكرة واحدة في المسلسلات والإعلانات، فكرة واحدة ومملة تجعل القنوات اليمنية من أسواء القنوات المقدمة للمحتوى بنظر المشاهد خصوصا القنوات التي تسخر نفسها لعرض الدراما، الدراما التي لاتظهر إلا في رمضان والتي تشبه وجبة "الشفوت" تماما مملة وثقيلة على البطن.

محطات الإنفتاح في الموسم الرمضاني الحالي مبهرة تماما ومسببة للغثيان في بعض الإعلانات لأنها ناجمة عن تقليد واصطناع في الحوارات المسلسلية والاعلانية، حيث برزت حواراتها العادية احيانا وذات اللغة الشوارعية في احيان أخرى  
بمظاهر انتقاص لبعض الفئات اضافة لبعض المصطلحات التي لايمكن أن يستخدمها التلفاز ونخبته كونها مقززة ولانسمعها إلا من الشوارعيين .

سأتحدث فقط عن اعلان واحد يظهر في احد القنوات اليمنية والذي يظهر فيه الفنان صلاح الوافي كبطل والفنانة شيماء محمد في اعلان لصابون "نرجس" بحوار قبل لهجته الشوارعية ينتقص من المرأة ومكانتها في المجتمع حيث يعتبرها سلعة رخيصة تتزوج من أجل تنظيف الملابس فقط.

يظهر الحوار في اقزز لغة شوارعيه يمكن أن تسمعها لغة وقحة ومخجلة للمستمع، يأتي المعلن فيها لخطبة امرأة من أبوها، يفاتح والد الشاب والد المرأة بالقول جئنا طالبين يد "بنتكم سماح لابننا صلاح"..يقاطع الشاب والذي يمثله صلاح الوافي والده بلغة شوارعية بحته "ايدأه أو أرجله، ؟ "مضيفا بمعنى أنا اشتي سماح بكله ما اشتيش قطع غيار ...لايمكن لإنسان طبيعي أن لايخجل عند سماع هذا الكلام في مناسبة يمنية كالعقد لوقاحة الخاطب وشوارعيته، خصوصا أن الإعلان يعكس ثقافة وتقدم ووعي الشعوب.

يشترط الشاب على والد الشابة في شرط مهين للمرأة اليمنية الشرط الذي أراه اعتبر المرأة آلة غسيل تشترى حسب الطلب حينما يقول له أنه مهتم بنظافته الشخصية وبالمعنى "يشتي ثيابه دائما نطيفة".

كيف استطاع مصوري الإعلان  وممثليه ومخرجه أن  يتعمدوا اهانة المرأة بهذا القدر وأن يحطوا من مكانتها في المجتمع التي  منحها اياها الإسلام بأعتبارها النصف الثاني والفلقة الثانية المتممة لبذرة الحياة.

بكل شوارعية بعد شرط الشاب يجيبه والد الشابة وأنا اثق جدا أن هذا الحوار لايمكن أن يتم بين عائلتين يمنيتين واقعا في مثل هذا الموقف ولا اعلانيا لالكون عاداتنا لاتسمح بذلك بل لأن ذلك مناف للاخلاق والقيم المجتمعية وعنصري بشكل عام، خصوصا عندما يرد عليه الأب "على كذه نجبلكم نرجس" فيصيح الشاب هيا يابه هذوم شكلهم ماهمش حق زواجة.

لم اكتب هنا للإنتقاص من قدر القناة أو الممثلين بل كتبت متمنيا منهم أن يجدوا الفكرة المناسبة والمبهرة في نفس الوقت والتي لاتنتقص من أي طرف، وأنا أؤمن أنهم كانوا يريدون فقط الترويج بكوميديا وسقطوا سهوا في المنافي للأخلاق والقيم .

مقالات الكاتب

الميدان يا دكتور رشاد

إن أول خطوة يقوم بها لاعب الشطرنج هي ترتيب دولته في الرقعة، الرقعة التي لاتقام اللعبة ويحدد الخاسر و...

إذا كنتم تحبون هادي

تسلم السفينة ربان جديد كخلف لربان لم تعرف السفينة في عهده غير التيه ولم تستطع الرسو مطلقا - خلال أيا...

صه! لاتتسائل

لم نعد اطفالا لتثير الاسئلة الوجودية فضولنا الطفولي، ليس لأنا وجدنا حلا لها بل لإنا لم نجد الإجابة ا...