إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
"طارت السكرة وجاءت الفكرة" مثل ينطبق على استفاقة جارنا الملك، الذي وجه أمس رسالة بلهجة أخوية لم نعهدها عند العاهل المغربي، الذي خاطب الجزائر دائما باستعلاء، حتى أن وزير خارجيته بوريطة هددنا علانية من بضعة أشهر بتدخل عسكري إن لم نكف حسب ادعائه على التدخل في قضيته الداخلية وقضيته الداخلية يعني بها الصحراء الغربية.
لكن لماذا الان وبمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء واحتلاله للأراضي الصحراوية، ولماذا لم يقل هذا الكلام بمناسبة عيد العرش أو بمناسبة أول نوفمبر ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، التي قال الملك أن بلاده دعمتها وقتها، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاحد؟ أما أن يوجه النداء وهو يحتفل بمناسبة استعماره للصحراء الغربية، فالنداء مرتبط إذا بالقضية الصحراوية ويريد جر الجزائر واقحامها في المفاوضات مثلما طالب المغرب دائما بذلك. لكن الجزائر التي تقف في صف الشعب الصحراوي وتساند مطالبه بالاستقلال، ليست وصية على الشعب الصحراوي، والقضية تتكفل بها الامم المتحدة كقضية تصفية استعمار، فالرسالة واضحة إذا وتحمل الكثير من سوء النية؟
ثم لماذا يعرض علينا الملك الجلوس إلى طاولة الحوار، وما أسماه بتطبيع العلاقات؟
ومن المفروض أن يكون الحوار هو بينه وبين جبهة البوليزاريو وليس مع الجزائر إن كان في نيته طرح القضية على طاولة النقاش، فإن كان هذا ما يريده فلا نقاش حول هذه القضية.
صحيح أنه منذ سنوات لم تجر محادثات ثنائية بين بلدينا، وإن كانت هي الشكل الصحيح إذا لم تكن مرتبطة بالقضية الصحراوية، وكان على الملك أن يبدأ بتطبيق ما جاء في وثيقة الاتحاد المغاربي بهذا الشأن. ثم الخطاب وحده لا يكفي بل يجب مراسلات رسمية ونية حقيقية لتحسين العلاقات بيننا ولا أقول تطبيعها، فالعلاقات طبيعية ما دامت هناك سفارات مفتوحة في البلدين. أما مسالة فتح الحدود فهذا أمر آخر وعلى المغرب أن تتخذ خطوات جادة لكبح تدفق المخدرات أولا، وضبط التعاون في اطار الاتحاد المغربي الذي المغرب أي تطور للعلاقات في اطاره ويجعل من القضية الصحراوية حجر عثرة. فالجزائر التي أوصلت الطريق السيار حتى الحدود المغربية لا تنوي ابقاء الحدود مغلقة إلى الابد، لكن ليس هذا على حساب أمنها الداخلي وعلى حساب الحرب على المخدرات التي يغرقنا بها نظام المخزن. وفتح الحدود يمكن أن يتم على مراحل، وعلى المغرب أن تعمل مع الجزائر على مراقبة الحدود، وهو ما ترفضه الرباط.
خطاب الملك فيه من نبرة الاستعطاف الموجهة إلى الخارج أكثر من الجزائر، ويريد من ورائه إشهاد الدول علينا أننا نرفض المصالحة مع الجارة الغربية، لكن في الحقيقة الجزائر عرفت دائما بسياسة حسن الجوار، وليست هيمن بادرت إلى غلق الحدود سنة 1994 في عز الازمة الامنية ، بل المغرب أيام الملك الحسن الثاني رحمه الله، عندما اتهم بلادنا بتصدير الارهاب بينما كان المغرب يسمح الارهابيين الفارين من الجزائر باتخاذ أراضيه قاعدة خلفية للاستراحة من ملاحقة الجيش الجزائري لهم. فالمغرب هومن بادر بالغلق والفتح يجب أن يكون بشروط يحترمها الطرفان.