كلنا صدام حسن . بشكل أو بآخر

يوما ما كنا اعلاميين مرموقين نعمل في اطار منظومة اعلام الدولة ايام ما كان عندنا دولة ونظام ومؤسسات .. سواء مذيعين او صحفيين وغيره ..

بعد ان ضاعت ملامح الدولة بالانقلابات  والحروب والمناطقية والطائفية والصراع على السلطة، باتت مشاعرنا ممزقة ومكاتب اعمالنا خاوية على عروشها .. وتفرقت ايادي سبأ وتشتتنا ..

فمنا من بقي في الداخل اسيرا لوضع هو اقرب الى الموت منه الى الحياة ، ومنا من لجأ الى غربة قسرية في بلاد الاخرين ينتظر في أي لحظة ان يقال له ارحل من بلادنا ..

صدام حسن مجرد نموذج للكثير من الاعلاميين والمبدعين الذين رفضوا ان يكونوا مشعلين لفتنة أو وقودا لحرب ..  

اعلاميون رفضوا أن يكونوا قاتلين او قتلى مع اطراف الحرب فتم لفظهم ليموتوا بطريقة اخرى تمتهن فيها الكرامة الوطنية والانسانية ..

هذا الرجل فضل ان يمتهن بيع القات الذي كنا نحارب تواجده إعلاميا ، على ان تتلوث يداه بدماء اليمنيين في حرب همجية عبثة بالوكالة ..

خيرا فعل زميلنا صدام ولا عيب في اي شغل ، مع العلم ان الكثير منا اضطروا الى امتهان اعمال لا تليق بهم كقادة رأي وأصحاب فكر وإبداع .. لكننا مضطرون للبحث عن سبيل للعيش الكريم ..

لا تبتئس يا صدام ولا عيب فيما فعلته .. لكن ثق ان يوم الحساب آت لا محالة فينال كل ذي حقه ،وان الوطن سيزهر يوما من جديد بإذن الله ..

#العزي_العصامي

مقالات الكاتب