أحفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ

قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وأنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وأنَّ مَعَ العُسْرِ يُسراً". ربما ما يراه الناس منك هو فشل، هو بالحقيقة خطوة نحو نجاحك الأكيد، لإن الفشل هو الخطوة الأولى نحو النجاح وليس نهاية الطريق، بل هو البداية دائماً، وأعلم أن الفشل هو نعمة، وحالة إذا لم تمر بها لا يمكن أن تنجح، إن رؤية الفشل كفرصة للتعلم والنمو تساعدنا على تجاوز العقبات وتحقيق النجاح في النهاية، لهذا كون صادقًا مع نفسك إذا وجدت أن هدفك وصل لطريق مسدود، فقد يجب أن تكون صادقًا مع ذاتك بشأن الأسباب، فإن الوصول إلى أهدافك يمكن أن يكون أكثر قدرة على تحقيق النجاح !!

إن من وسائل النجاح في الحياة، أولاً يجب أن يكون لديك يقين بالله سبحانه وتعالى بأنه سيرزقك إذا سعيت وفوضت أمرك إليه، فاليقين بالله هو أول خطوات النجاح، لهذا يجب أن يكون يقينك بأن الرزق بيد اللَّهَ وحده، وليس لأحدٍ سواه تدخّل في الأرزاق إلا بأمر اللَّه سبحانه وتعالى، فلا يمكن لأحدٍ أن يمنع الرزق عن أحدٍ إذا أعطاه اللَّهَ، ولا أن يعطي أحداً منع عنه اللَّهَ العطاء، قال تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ۞ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ۞ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ۞ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ).[الذاريات: 20 -23].

في حديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ).[رواه الترمذيُّ].

نصيحة .. أحفظ اللَّهَ يَحفَظكَ، أي أحفظ حدود اللَّهَ تعالى، وأوامرَه، ونواهيَه، وحقوقَه، وشرائعه، فيمتثل العبد ما أمر به، ويجتنب ما نهى عنه، ولا يتعدى حدود ما أمر اللَّهَ به أو ما نهى عنه، ولا يتجاوزها، ويعبد اللَّهَ تعالى وفق شريعته وأحكامه التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن فعل ذلك كان من الحافظين لحدود اللَّهَ تعالى، وكان الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}.[البقرة: 40]، فيحفظه اللَّهَ تعالى في دينه، ونفسه، وعقله، وبدنه وأهله، وماله، في أمور دينه ودنياه، في الدنيا والآخرة !!

اللَّهُمَّ رُدَّنا إليك رداً جميلاً، وأحسن خاتمتنا ولا تقبض أرواحنا إلا وأنت راضٍ عنا ياكريم 

قاضي أنيس صالح جمعان
5 ديسمبر 2023

مقالات الكاتب

أهلاً عام المحبة والسلام

اللَّهُمَّ إني أستودعك عام مضى من عمري بأن تغفره لي، وترحمني، وتعفو عني، وأن تبارك لي في أيامي القاد...