مقال ل عبدالجبار الجريري: حتى لا تتحول ليبيا إلى سوريا أخرى

ظل العرب يشاهدون ما يحدث في سوريا، ولم يحملوا على عاتقهم التدخل المباشر لوقف المجازر وتسليم الحكم للشعب والقضاء على الطاغية بشار، ثم تركوا سوريا وشعبها فريسة سهلة لإيران وروسيا، بعدها تظاهروا بالبكاء والنحيب في وسائل إعلامهم، تمزقت سوريا، ونجح المخطط الإماراتي الإيراني الإسرائيلي في عدم السماح بتغيير بشار، ووصول الأحرار لسدة الحكم.

   

رأى هؤلاء القتلة أن ليبيا يجب أن تعيش سيناريو سوريا بسبب نجاح الثورة، حيث استقدمت الولايات المتحدة "خليفة حفتر" إلى الأراضي الليبية، ثم دعمته فرنسا وإيطاليا والإمارات ومصر، حتى استقوت شوكته، فأعلن حربه الظالمة على الشعب الليبي الذي ثار على الطاغية القذافي، هنا كان الموقف العربي أكثر وضوحاً عكس سوريا، حيث أرسلت مصر والإمارات طائراتها الحربية لقصف قوات الشرعية الليبية، والمراكز المدنية كالمستشفيات والمدارس، وتوفير الدعم العسكري البري للمتمرد خليفة حفتر للقضاء على الشرعية الليبية المنتخبة شعبياً، والتي تعد ثمرة من ثمار الربيع العربي الكابوس المخيف لمحمد بن زايد ومشروعه التدميري في المنطقة.   

 

فشل حفتر في تحقيق أهداف الدول الداعمة له، والمتمثلة في القضاء على الشرعية، والسيطرة على العاصمة طرابلس، ومنحها الامتياز في التنقيب عن النفط وبيعه، وعلى الرغم من أن الشرعية الليبية المدعومة شعبياً هي الشرعية الحقيقية للبلاد، إلا أن المجتمع الدولي "المنافق المخادع" ظل يهادن خليفة حفتر ويوفر له الغطاء من خلال عامل الوقت لتسهيل سيطرته على ما تبقى من أراضي البلد وبشكل محدد العاصمة طرابلس، ظلت الشرعية الليبية تناشد الجميع للوقوف إلى جانبها ضد تمرد خليفة حفتر ومن يقف معه من عناصر داعش بدعم دولي، لكن الضعيف لا مكان له في قاموس المجتمع الدولي.

مقالات الكاتب

إلى قادة اليمن بالفنادق

كم يحز في النفس حينما تشاهد مسؤول يمني مقيم في فنادق الرياض أو أبوظبي، يحدث من بالداخل عن البندقية و...