أيها الأشقاء أعيدوا صياغة تعاملكم مع اليمن
لا يوجد إنسان لا يخطيء، ولا توجد دولة ليس لها أخطاء، ومن هذه القاعدة البشرية التحالف العربي في اليمن...
لا يوجد إنسان لا يخطيء، ولا توجد دولة ليس لها أخطاء، ومن هذه القاعدة البشرية التحالف العربي في اليمن ارتكب أخطاء، وحرياً به انطلاقا من روح التقارب والإخاء مع اليمن أن يراجع هذه الأخطاء، لا أن يزيد في تعميقها وتكرارها بشكل يدفع وزراء اليمن لإبداء معارضتهم لها علناً أمام الإعلام كما رأينا من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري.
الشراكة التي قامت بها الشرعية اليمنية مع التحالف العربي تتركز في نقطة واحدة وهي الحرب ضد مليشيات الحوثي الإيرانية، ولم تكن حول إدارة الدولة، والسيطرة على المنافذ الجوية والبرية والبحرية، والتمدد في المناطق التي لم يطأها الحوثي بقدميه، والتدخل في الشؤون الإدارية والسياسية بل والسيادية لليمن.
صحيح أن اليمن الآن دولة ضعيفة لكنها يوماً ما ستكون دولة قوية شامخة شموخ تاريخها العميق في باطن الحضارة الإنسانية.
على دول التحالف العربي أن يفهموا أن اليمن دولة مستقلة موجودة منذ الأزل وإلى الأبد، والتعامل معها بشكل عبثي يهدد مستقبلهم قبل مستقبل اليمن، فلو أن اليمن دولة مؤقتة لأعذرناهم على التدخل في المناطق المحررة سياسياً وإدارياً، لكن اليمن ستبقى موجودة ما بقيت هذه الدنيا قائمة، لذلك عليهم أن يفكروا في الأجيال اليمنية القادمة وأجيالهم، الأخطاء التي تُرتكب اليوم تشحن نفوس اليمنيين ضد السعودية والإمارات، وحالة الشحن هذه ستلقي بظلالها على الأجيال القادمة التي لن تتسامح مع أخطاء اليوم.
ماذا يضرهم لو أنهم أحسنوا التعامل معنا كيمنيين، وأظهروا لنا حسن النوايا وعملوا على تسليم المناطق المحررة إلى أيدي يمنية صادقة ونزيهة؟
ألن يفيدهم لو أن الشرعية اليمنية هي من تسيطر على كافة المناطق المحررة وتتحكم في القوات العسكرية فيها؟
لماذا الإصرار على تقسيم المقسم وتجزئة المجزاء كما يحدث في عدن وبعض مناطق الجنوب؟
خلق دويلات ومربعات عسكرية متصارعة في المناطق المحررة ليس في صالح التحالف قبل اليمن، السيطرة على مليشيات متفرقة متناحرة أصعب بكثير من السيطرة على حكومة شرعية واحدة موحدة.
رسالتنا للتحالف أعيدوا صياغة تعاملكم مع اليمن، وراجعوا سياساتكم في المناطق المحررة قبل أن تجدوا أنفسكم في صحراء قاحلة، جافة من التعاون وخالية من روح الإخاء.