لماذا لا تنتفض المحافظات المحررة مثل المهرة؟

ثمة سؤال يطرحه كثيرون، عن إمكانية حدوث انتفاضة سلمية، من قبل أبناء المناطق المحررة على غرار محافظة المهرة. 

لا شك أن ما يحدث في المحافظات المحررة من فوضى وإنشاء للمليشيات بدعم إماراتي، وتجميد لعملية التنمية، ووقف للمرافق الحيوية للدولة ينم عن حالة حقد على كل ما هو جميل في اليمن، وهذا يعطينا مؤشر عن خطر حقيقي يستهدف مستقبل اليمن.

أبناء المهرة حينما شعروا بخطورة القوات العسكرية على مستقبلهم، وسيادة بلادهم قاموا في انتفاضة شعبية وصل صداها للأفاق.

"إذاً ما المانع من قيام انتفاضه شعبية مماثلة في عدن، وحضرموت، وشبوة، وأبين، ضد التواجد العسكري الإماراتي، الذي أحال المناطق المحررة إلى مربعات عسكرية تكتظ بالمعتقلات السرية" ؟ 

شاهدنا ما حدث في عدن ويحدث مؤخراً من مظاهرات سلمية ضد الفوضى وإرهاب المليشيات، حيث أحدثت هذه الاحتجاجات تأثير بالغ على مدمني الفوضى الذين يعبثون بأمن عدن.

الاستمرار والتوسع السلمي في هذه المظاهرات، هو الضامن الحقيقي للتخلص من حالة الهيمنة المليشاوية المدعومة من الإمارات.

سكت الجميع منذ التحرير عام 2015م عن كل التجاوزات، والأعمال الإجرامية، التي تقوم بها المليشيات الإماراتية في المناطق المحررة، لكن للأسف هذا السكوت شجع هؤلاء الفوضويون على الاستمرار في عبثهم، وبلطجتهم، حتى وصل الأمر لعمليات قتل في وضح النهار، وعمليات نهب وسلب، واغتصاب للنساء والأطفال وقتل من يشهد على جرائمهم.

الصمت المطبق الذي نشعر به ونشاهده من قبل الشرعية اليمنية، تجاه عبث الإمارات باليمن، يجب أن يكون بمثابة الضوء الأخضر لانتفاضة شعبية حقيقية، ضد ما تقوم به المليشيات من خرق للقانون، واعتداء صارخ وفاضح على كرامة الإنسان وحياته. 

فسكوت الشرعية وإن كان مخزي ومعيب إلا إنه يعطينا رسائل أنها لا تستطيع الحراك بشكل رسمي ضد الإمارات لأسباب ربما الكثير يجهلها، وهذا الأمر يجب علينا أخذه على محمل الجد، فالشرعية تتمنى قيام انتفاضة شعبية لكنها لا تستطيع الإفصاح عن ذلك لأسباب سياسية عسكرية أمنية اقتصادية في الوقت الراهن. 

على المواطنين أخذ زمام المبادرة وتفجير انتفاضة شعبية (( سلمية)) في كل المناطق المحررة للتخلص من هذا الوهن الذي ألتصق بنا منذ دخول القوات الإماراتية. 

علينا الإسراع في ذلك للحافظ على ما تبقى من مكتسبات التحرير قبل أن تدمر الإمارات ومليشياتها كل شيء، فنجد أنفسنا في صحراءة أمنية واقتصادية واجتماعية قاحلة مليئة بالعقارب والثعابين. 

الإمارات في الوقت الذي تدعم فيه المليشيات لإحداث الفوضى تعمل على نهب المراعي البحرية والثروة السمكية، وتقوم بأخذ ما تريد من تربة الوطن التي تحتوي على معادن ثمينة نادرة. 

الإمارات تحاول أن تجعل من المليشيات غطاء لعمليات النهب والسلب التي تقوم بها في البحر والبحر. 

علينا أن ندرك أن الوقت ليس في صالحنا، واستمرارنا في السكوت عن جرائم الإمارات سيجعل حتى من أحفادنا يدفعون ثمن صمتنا وعدونا عن التصدي لهذه المخططات الخطيرة. 

ينبغي أن نجعل ما يحدث في المهرة، وعدن من انتفاضة شعبية سلمية، نبراس نقتدي به في كل المحافظات المحررة، لوقف جرائم الإمارات وبناء بلادنا من جديد.

مقالات الكاتب

إلى قادة اليمن بالفنادق

كم يحز في النفس حينما تشاهد مسؤول يمني مقيم في فنادق الرياض أو أبوظبي، يحدث من بالداخل عن البندقية و...