إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
هل انتهى موسم الود بين الجزائر وباريس، وهل هناك في الأفق أزمة ما بين البلدين؟ وإلا بماذا نفسر التصريحات التي أدلى بها مدير المخابرات السابق الخطير وسفير فرنسا بالجزائر السابق أيضا برنار باجولي، وهل حقا أن العلاقة بين البلدين تعرقلها "النمونكلاتورا " الجزائرية على حد تعبيره التي تستغل الإرث التاريخي لكسب شرعيتها، مع أن كل رجال النموكلاتورا على حد تعبيره يعالجون في مستشفيات فرنسا وأغلبهم يمتلك بيتا أو حسابا في بنوكها، أو يدرس أبناؤه في مدارسها؟
لكن عندما يتحدث مدير المخابرات السابق والذي زار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مستشفى فال دوغراس سنة 2013، عن صحة الرئيس ،فإن في الأمر إعلان عن قطيعة، خاصة ونحن على مقربة من رئاسيات 2019، فلأول مرة يتحدث مسؤول فرنسي عن صحة الرئيس بطريقة سلبية، وهو عكس ما صرح به سابقا وزير الخارجية لودريون .
ثم ما علاقة تصريحات مدير المخابرات السابق والإعلان عن زيارة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون المرتقبة إلى الجزائر، والتي أعلن عنها السفير الفرنسي ببلادنا تزامنا مع زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ماركيل الاثنين الماضي؟ فهل يفهم كلامه أنه شروط ومساومات وإملاءات تضعها فرنسا أمام الطرف الجزائري ، مقابل مساندتها لأية خيارات سياسية للجزائر. فكلام الرجل شبه إعلان رسمي عن موقف فرنسا من العهدة الخامسة التي يفصلنا عنها بضعة أشهر.
كلام باجولي فيه تحد آخر ، تحد تاريخي، عندما قال، لكي يكون هناك فتح للأرشيف، لابد أن يفتح ارشيف الافلان أيضا، وكأنه يفسد فرحة الجزائريين باعتراف ماكرون بتعذيب واغتيال الشهيد موريس أودان، وحتى لا يطالب الجزائريون بالمزيد من الاعترافات بجرائم فرنسا المقترفة في بلادنا طوال الفترة الاستعمارية.
أين هو ولد عباس ليرد على باجولي الذي تحدى حزبه في فتح الارشيف؟
وكأن الرئيس الفرنسي يدعم كلام مدير مخابرات بلاده السابق ، ويعلن عن مرسوم يكرم فيه الحركى، هؤلاء الذين ثارت ثائرتهم عندما اعترف ماكرون الاسبوع الماضي بتجاوزات الجيش الفرنسي وتطبيقه التعذيب وتصفية موريس أودان، واعتذاره لأرملته، ورأوا في ذلك إهانة لهم.
نعم رغم كل ما حلبته فرنسا من ضرع الجزائر طوال السنوات الفائتة، ورغم حجم استثماراتها في الجزائر التي تلغى أمامها كل منافسة لترسو دائما على المستثمر الفرنسي، ما زالت علاقة بلادنا مع فرنسا تعاني التقلبات والابتزازات، وتطبعها دائما أحقاد الماضي.
تصريحات باجولي أمس تصب في منطق تبادل الأدوار، فماذا سيجني من ورائها ماكرون عند زيارته المقبلة إلى الجزائر، هذا إذا ما تمت هذه الزيارة؟