إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
وهكذا رضخ الرئيس الفرنسي إمانويال ماكرون، الذي يعاني هذه الأيام من فقدان الثقة داخليا لضغوطات الحركى، ويكرم مجموعة منهم إلى مرتبة جوقة الشرف، ومن المتوقع أن يعلن عن إجراءات في صالحهم غدا بمناسبة عيدهم الوطني، بعد تعبيرهم عن غضبهم من اعترافه باستعمال الجيش الفرنسي للتعذيب أيام الثورة التحريرية ، واعتذاره لأرملة موريس أودان.
فإن كانت كمشة من الحركى الذين عانوا في سنواتهم الأولى بعد الاستقلال الأمرين، هم وابناؤهم في غيتوهات العار، تتحكم الان في مصير العلاقات بين الجزائر وفرنسا، فهذا يعني أن مصير هذه العلاقات موعود أبدا بالفشل، فالزعماء الفرنسيين الذين يردون دوما بترك الأمر إلى المؤرخين عندما يطلب منهم اعتراف فرنسا بجرائمها واعتذارها، تركوا أمر الذاكرة بين أيدي مجموعة حاقدة على الجزائر، وها هو الرئيس الفرنسي الذي تجرأ وخطا خطوة إيجابية في قضية أودان يتراجع مسافة إلى الخلف ، وينكث عهده اتجاه الجزائر بفتح صفحة جديدة بين شعبينا.
ليس اعتراضا على تكريم خونة الثورة الجزائرية، فهذا قرار فرنسي- فرنسي لا يهمنا أمره، لكن يفهم منه أنه اتخذ نكاية في الطرف الجزائري الذي لا أدري في ماذا أغاض فرنسا؟ فهل بسبب التقارب مع ألمانيا الذي لم نعرف عنه إلا الاتفاق عن طرد الجزائريين المقيمين في بلد ماركل بطريقة غير شرعية ،أم في الأمر مساومات مثلما اسلفت أمس قبل مساندة فرنسا للخيارات السياسية المقبلة في بلادنا ؟
ومهما كانت الحقيقة وراء تكريم الحركى الفرنسيين، إلا أنه جاء كصفعة للوزير الأول أحمد أويحي الذي عاد من أسابيع من زيارته الرسمية إلى فرنسا فاتحا ذراعيه أمام الحركى، ليس فقط للسماح لهم بزيارة الجزائر التي كثيرا ما تتم بعيدا عن الاضواء، بل لمنحهم فرص الاستثمار والاثراء في البلاد التي رفعوا ضدها السلاح وتنكروا ليس فقط لحقها في الحرية والاستقلال، بل تنكروا حتى لأصولهم وتاريخهم، وها هم يبرهنون من جديد عن حقدهم على الجزائر المستقلة لمجرد أن رئيسا فرنسي قال جزء من الحقيقة وليس كل الحقيقة بشأن التعذيب أثناء الثورة التحريرية.
من حق ماكرون أن يكرم أناسا باعوا أهلهم وذويهم وبلادهم من أجل فرنسا، لكن من حقنا نحن ورثة الشهداء أن نرفض أية إملاءات فرنسية بشأن الحركى وعودتهم إلى الجزائر أو المطالبة بأملاكهم. بل من حقنا أن نشترط الشفافية في كل معاملاتنا مع فرنسا وعلاقتنا الاقتصادية أو الثقافية بها، أن نشترط علاقة احترام بين الطرفين، لا علاقة املاءات ومساومات وابتزاز مثلما تمارسه فرنسا مع الجزائر، أم أن للحركى مكانة أحسن من مكانتنا نحن في بلادنا؟