إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
بعيدا عن نواح بن حمو وبن عمو ممن لم ينالوا نصيبهم من "الغنائم" في توطئة مفضوحة للانقلاب عن أسيادهم، مستشهدين بالرسول(صلعم) الذي كان يوزع الغنائم على من يشاركون في الغزوات. وبعيدا عن أوحال السياسة، أرفع هذه الرسالة لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي بارك أحد مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي "رفكا" لأنه جمع الشباب حوله في عيد ميلاده العشرين واعتبره نموذجا يحتذى به للشباب الجزائري، ورسالتي إيصال لصوت فحلة من فحلات الجزائر، اسمها رحمة بن مدربل، في الحقيقة هي ليست في حاجة لي لإيصال صوتها ، فهي أيضا تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي مثل "رفكا" والاخرين، لكن لغاية أخرى غير التهريج.
رحمة بثت على موقع الفايسبوك فيديو تحدثت عن تجربة مريرة عاشتها، من يومين تزامنا وحفل "رفكا"، عندما نشرت على مواقع التواصل دعوة لجلسة قراءة في حديقة التجارب بالحامة في إطار ما أسمته " الجزائر تقرأ" تقول، لنشر عدوى القراءة، وبالفعل تقول جاءها العشرات من كل جهات الوطن بما فيها من الصحراء، صحيح أن العدد كبيرا مثل تجربة "السنابشاتور" ، لكنها كانت مجموعة كبيرة تقول، رغم أن هذا النوع من التظاهرات لا يجلب الناس، حملوا معهم مجموعة من الكتب وجلسوا في حديقة الحامة بكل هدوء تقول، وبعد فترة قراءة حرة ، فتحوا المجال للنقاش و نشاطات أخرى.
لكن المفاجأة كانت كبيرة عليها، عندما قصدهم أعوان أمن وقالوا لهم أنهم يخلون بالأمن العام، وطردوهم من الحديقة وحولوهم غلى ماكن آخر وصفته رحم بالزريبة، وقالوا لهم، لا تطيلوا البقاء كثيرا.
رحمة تتساءل، لماذا تعامل الأمن برياض الفتح طيلة يوم كامل بإيجابية مع متابعي "رفكا" الذين جاءوا بالألاف منذ الصباح، وأحدثوا هرج ومرج، بل بالعكس أطروهم وضمنوا لهم الحماية، بينما منعوا بضعة عشرات من محبي القراءة من النشاط ورأوا فيهم إخلالا بالأمن؟
رحمة تتساءل عن ازدواجية المعايير هذه، وتقول أنها ليست ضد نشاط "ريفكا" ومتابعيه، لكن لماذا تحرم هي وضيوفها من النشاط ، مع أن هدفهم نبيل، وباي حق تمنعها الشرطة من النشاط في مكان عمومي ، وتسمح لآخرين بذلك، لكنها ترفض أن تفهم هذه المقارنة أنها دعوة لمنع ريفكا ومتابعيه من النشاط، بل بالعكس هي مع حق الجميع في النشاط، فكما من حق هؤلاء التسلية والترفيه، من حق محبي القراءة أيضا مزاولة نشاطهم بكل حرية، وتقول أنها ليست المرة الأولى التي يمنع فيها متابعي الجزائر تقرأ من النشاط، وكانوا في مرات سابقة يطلبون منهم ترخيصا، و نادرا ما كانوا يحصلون على ترخيص لعراقيل بيروقراطية.
فماذا سيقول الأديب والمثقف والصحفي والوزير عز الدين ميهوب غلى رحمة التي لم يرحمها أعوان الأمن ومنعوها من نشاط كان من المفروض أننا نعتز بها وبأمثالها وليس قمعها؟ هل سيدعوها إلى تنظيم جلسات قراءة في حدائق وزارة الثقافة التي هي في الاصل مركز ثقافي؟
أم أن عدوى القراءة مثلما سمتها رحمة، أخطر من عدوى الكوليرا في نظر البعض؟
أنتظر من معالي الوزير أن يتواصل مع هذه الشابة الخلوقة المثقفة، ويربت على كتفها تشجيعا لها على ما تقوم به هي ومتابعيها، فكم أحوجنا لشباب بمواصفات رحمة، علهم يطمئنوننا على مستقبل بلادنا !