معين عبد الملك رئيس حكومة صنع في الرياض

بجهود مجمد آل جابر عين معين عبد الملك في ١٥ اكتوبر ٢٠١٨، رئيسا للحكومة اليمنية ، وفي حالة نادرة في تاريخ رؤساء الحكومات ، أعلن معين أنه لا شأن له بالأمور السياسية وأنه سيتفرغ للأمور الاقتصادية ، ولم يدرك الناس لماذا سيهتم الرجل بالاقتصاد فقط ويغفل الأمور السياسية والعسكرية ، خاصة وأن بلده تعيش حالة حرب ومحاولات لتفتيتها ، ومع مرور الأيام أدرك اليمنيون ماذا يقصد بالتركيز على الاقتصاد وليس على السياسة ، فالرجل لا علاقة له بإدارة الدولة ومؤسساتها ، بل له علاقة بإدارة إفلاسها والإشراف على ذلك عبر تحويل أموالها إلى الخارج ، والسطو على أموال الإعمار مع السفير آل جابر .

حكومة معين كلفتها عالية على الشعب اليمني ، حكومة دون روح ودون رؤية والارتفاع الوحيد الذي شهدناه في فترة حكمها هو ارتفاع الدولار مقابل الريال اليمني ، فقد أوصلت اليمن إلى حافة الانهيار التي تقف عليها الآن ، والتي بين لحظة وأخرى ، قد تلقيها في قعرها ، ومع ذلك فقد تم اختيار معين مرة أخرى لتشكيل الحكومة بعد اتفاق الرياض ، ومن يومها والحكومة لم تقدم برنامجها إلى البرلمان ، ذلك البرلمان المشتت لشعب موحد ، ما يفصح عن مؤامرات وخيانة للأمانة وتواطؤ مع أطراف إقليمية للعبث بسيادة الدولة .

واليوم يجري الحديث عن استمرار معين على رأس الحكومة للمرة الثالثة بدعم من السعودية والإمارات اللتان تتناهش ما بقي من جثة هذه الحكومة ، بعد أن دخلت البلاد في طور الانهيار المالي والاقتصادي ، وبعد الفراغ الحكومي الذي أحدثته الإمارات ومعها السعودية بتعطيل اتفاق الرياض ، وبالاستناد إلى تاريخ معين عبد الملك في وزارتيه ، يتأكد لدى جميع المراقبين أن السعودية والإمارات تريدان ترقيع الحكومة من أجل ضمان استمرار مصالحهما غير المشروعة .

إن حكومة لا تستطيع أن تقف بقوة أمام المجتمع الدولي في الأمور التي تحسم وجودنا لا تستحق أن تقود اليمن ولو ليوم واحد ، وما أنتجه معين خلال الفترتين ، لا يمكن حصره بالفساد والتسيب ، بل يتجاوز ذلك إلى رسم صورة كالحة لمستقبل اليمن ، حيث يتحتم على الحكومة بسبب ضعفها أن تعود في كل قراراتها الداخلية والخارجية إلى محمد آل جابر باعتباره مرجعا يحفظ لمعين بقاؤه .

لقد افتضحت صفقات معين المشبوهة وخاصة بعد سماحه للسعودية والإمارات التحكم بمفاصل الدولة ، علاوة على صمته على احتلال سقطرى وصمته على احتلال منشأة بلحاف وصمته على قصف الطيران الإماراتي للجيش الوطني في مدخل عدن ، دون أن يؤثر كل ذلك على مشاعره ، أو يدفع به إلى الخجل ومن ثم الانتحار تحت ضغط تأنيب ضميره ، لكنه بلا ضمير أو مشاعر ، فقد حصر اهتمامه في طمس المشكلات الحقيقية التي تعاني منها اليمن وعمل على تبيض وجه السعودية والإمارات ، لكي يعاد إنتاجه في كل مرحلة وليثبت أنه على المقاس .

نحن بحاجة إلى حكومة قوية ، تعيد لليمن اعتبارها وتستطيع أن تفرض مصالح اليمن مقابل المصالح الدولية الشرعية ، فنحن نريد علاقات مع المملكة العربية السعودية ومع الإمارات ومع كل دول العالم وفق مصالح الدول المتعارف عليها ، وليس وفق القرصنة أو الارتهان من خلال أشخاص يعبرون عن مطامعهم الرخيصة ، ومن هؤلاء الطبقة السياسية التي تحاول النجاة بأي طريقة ، مهما كان الثمن ، حتى لو كان تلميع الإمارات والسعودية وغسل يديهما من انهيار الاقتصاد والكهرباء والصحة وتعطيل العاصمة المؤقتة عدن من أن تقوم بدورها كعاصمة .

مقالات الكاتب