الحوثيون يقتلون اليمنيين والشرعية وتحالف دعمها يستنكرون

كل إنجازات الشرعية والتحالف والأحزاب السياسية أمام جرائم عصابة الحوثي الإرهابية ، بيانات واستنكارات تروي مآثرهم وما حققوه وما شهدوا عليه من قتل أبرياء أعطوا المشروعية لمن اعتقدوا أنهم سيكونون عند قدر المسؤلية ، لكن الشرعية وتحالف دعمها وأحزابها لا يجيدون سوى إصدار البيانات وإطلاق الاستنكارات واستجداء السلام ، وأمام ذلك لا يدهشنا سلوك الحوثي الإجرامي الذي لطالما احترف التباهي بجرائمه طالما تمر بدون عقاب .

كل يوم يمر تؤسس عصابة الحوثي الإرهابية مدرسة جديدة في عالم الجريمة وتجهز مسرحا جديدا عن سابق إصرار وترصد بأدوات ظاهرة وضحايا مختارين ، إنهم يثأرون منا ويتشفون بجثثنا ويتباهون بفعلتهم ويخلدونها ، كي لا ينسى أولادنا يوما ما فعلوه بنا ، والشرعية والتحالف فقدوا القدرة على الإحساس وأقصى ما يملكونه إصدار بيانات الشجب والاستنكار .

ماذا تجدي البيانات والاستنكارات أمام عصابة لا تأبه لحياة اليمنيين ، فقد أذلت المدرسين في بيوتهم وعلى أبواب مدارسهم ونهبت مرتباتهم وأفقرتهم ، فكيف ستأبه اليوم لمثل هذه البيانات الصادرة من الشرعية والتحالف الذين يساهمون بقتل اليمنيين بصمتهم وإغلاق الجبهات وعدم صرف مرتبات الجيش ومنعه من التسليح ، فالتحالف مشغول بفتح جبهات في المناطق المحررة وأغلق كافة الجبهات المواجهة للحوثي .

جريمة كهذه تستوجب من المنظومة الدولية والحقوقية والإنسانية كافة أن تكسر حالة الصمت ، لكن المنظومة الدولية كلها تعمل لصالح بقاء هذه العصابة ، ففي الوقت الذي كان المبعوث الأممي يلتقط الصور التذكارية مع الرئيس هادي ، كانت هذه العصابة تقود تسعة من أبناء تهامة إلى ميدان التحرير في العاصمة صنعاء لإيصال الجريمة إلى كل العالم ، بأن الميدان الذي كان رمزا لحرية اليمنيين أصبح رمزا لعبوديتهم ، وقد حرصت على أن ترتكب جريمتها أمام جمع من المحتشدين الذين أفقدتهم الإحساس وجعلت منهم قطيعا يتلذذ بقتل الأحرار .

فكيف نستغرب جريمة الإعدام التي مارستها هذه العصابة في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء ، ونحن نعلم أنها امتداد لسلسلة الجرائم التي تمارسها هذه العصابة التي جعلت من أفرادها آلات متحركة للقتل وصورة من صور العنصرية والفاشية ، ففي الوقت الذي يجوب وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك أوروبا لاستجداء السلام ، ترد عليه هذه العصابة بأنها لا تجيد إلا لغة القتل وترفع يدها في وجهه وهي ملطخة بدماء اليمنيين .

فهل أدركت إدارة بايدن أنها أطلقت العنان لعصابة تضيف إلى سجلها كل يوم فصلا دمويا حافلا بالإرهاب والعدوان واستباحة الدم اليمني ، وهل أدركت إدارة بايدن بأنها كشفت عن وجهها القبيح وهي تشاهد كل يوم تجاوزات هذه العصابة لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية وأنها قد تركت لها الحبل على الغارب تمارس القتل العمد والتعذيب والمعاملة اللا إنسانية وتصادر حق اليمنيين في الحياة ؟

إن ما تقوم به عصابة الحوثي الإرهابية يمثل تمردا واضحا على مبادئ حقوق الإنسان ورفضا صريحا للانصياع للشرعية والقرارات الدولية ، فعلى أي أساس يستمر المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي إلى اليمن ووزير خارجية اليمن يتحدثون عن السلام ، وممن ينشدون السلام ، من الشعب الذي يقع تحت تجمع لقتلة خارجين عن كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ؟ 

أقول للشعب اليمني إن دمك لا تسأل عنه عصابة الحوثي التي اختصرت كل قصص التطرف والإرهاب ، لأنها عصابة مأزومة ، تزرع الكراهية وتختلق العداء مع الآخرين وتحتكر الحقيقة المطلقة ، بل تسأل عنه الشرعية والتحالف والأمم المتحدة وإدارة بايدن والمجلس العالمي لحقوق الإنسان والهيئات الحقوقية وجميعها تمارس الصمت أمام هذه الجرائم ، وليس أمامك سوى أن تجعل من هذه الدماء التي لا تتوقف عن التدفق وقودا لثورة تقتلع هذه العصابة وتنتزع من خلالها حريتك وتسترد دولتك ، وتذكر دائما أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، والخزي والعار للشرعية وتحالفها المنشغل بتأسيس المليشيات في المناطق المحررة وترك عصابة الحوثي ترتكب جرائم حرب بحق اليمنيين .

عادل الشجاع

مقالات الكاتب