مأرب ستسقط مخطط الإدارة الأمريكية والتحالف

فجأة وبدون سابق موعد أطل المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينغ من العاصمة المؤقتة عدن ، وقبله ظهر وفد من الاتحاد الأوروبي هناك ، ليلفتوا الانتباه بعيدا عن جرائم الحوثي التي يرتكبها بضوء أخضر من إدارة بايدن التي حرصت على الإيحاء بأن هناك جهودا لإحلال السلام في اليمن وحتى لا تسأل هذه الإدارة عن وعودها تجاه وقف الحرب منذ الحملة الانتخابية لبايدن وحتى اليوم .

كانت الخارجية الأمريكية قد تحدثت عن تركيز كينغ على ضرورة وقف الحوثي لهجومه على مأرب وأظهرت قلقه من هذا التصعيد ، لكن المبعوث الأممي فضح توجه الإدارة الأمريكية ومبعوثها إلى اليمن ، بعد أن ظهر من طهران وقال إنه لم يتوصل مع القيادات الإيرانية إلى أي اتفاق بشأن وقف الحرب في اليمن ، بما يدل على التخادم بين الإدارة الأمريكية وإيران التي تصر في المضي لمواصلة الحرب حتى النهاية .

لم يكن تحالف دعم الشرعية ببعيد عن هذا التضليل الذي مارسه لسبع سنوات موهما اليمنيين بأنه في حالة مواجهة مع الحوثي ، بينما هو كان كل همه اقتطاع جزء من الأرض لنفسه ولم يكن لديه استراتيجية لتخليص اليمنيين من المشروع الإمامي ومن ورائه المشروع الإيراني .

قيادات الشرعية اختطفت قرار الشرعية والتحالف اختطف قرار هذه القيادات والإدارة الأمريكية اختطفت قرار التحالف وتقاسمت القرار مع إيران ، بدليل ظهور المبعوث الأمريكي في العاصمة المؤقتة عدن وظهور المبعوث الأممي في طهران ، جميعهم يعتقدون أن القرار اليمني بات بأيديهم وأنهم قادرون على التحكم به كيفما يشاؤن ، وأنهم يستطيعون إسقاط مأرب وإعادة تقسيم اليمن وفق مصالحهم .

لقد أجمعوا على تقسيم اليمن بين أمريكا وبريطانيا وإيران والسعودية والإمارات وحاولوا أن يحتفلوا بهذا التقسيم بعد أن وعدتهم مليشيا الحوثي الإرهابية بأن ذلك الاحتفال سيكون قريبا ، لكنها اضطرت بالأمس أن تحتفل به في سنحان لكي ترفع معنويات قطيعها فاختارت أن يكون على حساب قبائل سنحان ، حتى لا تخسر في الوصول إلى مشروعها لا مالا ولا بشرا ، وتكون القبائل قد حققت عبوديتها برجالها وأموالها .

جميع هؤلاء لم يحسبوا حساب مأرب التي أذنت لصلاة الحرية فأقام الأحرار الصلاة خلفها ولم يرضوا أن يكونوا من الخوالف ، قررت مأرب أن تكتب للتاريخ بأن الحرية لا تقررها الإدارة الأمريكية ولا تحالف الغدر ولا إيران ووكلائها ، بل تقررها مأرب التي اغتسلت بدماء شهدائها 
التي تقف وحدها تدافع عن الأمة وعن التاريخ والكرامة ، فارتضت أن توثق بأقدامها وهي تغوص في محيط رملي من التخاذل الداخلي والإقليمي والدولي ، وهي قادرة على الصمود أكثر مما تستطيع أمريكا أن تصمد في السكوت على جرائم مليشيا الحوثي العنصرية .

ثقوا تمام الثقة بأن مأرب ستغير الموازين التي لم تكن في حسبان أعداء اليمن ، كيف لا وأبناؤها ومعهم الجيش الوطني والمقاومة لم يناموا منذ سنوات الحرب ، لأنهم نفضوا أيديهم من قيادات الشرعية ومن التحالف وقرروا أن يجعلوا شمس الحق تشرق من مأرب ، كيف لا والشمس قد بنت معبدا لها في مدينتهم .


عادل الشجاع

مقالات الكاتب