الإعلام رسالة
مارست الإعلام كمهنة حينما دعت الحاجة إلى ذلك .. و أعني بالحاجة هنا ليس الإفتقار إلى الما...
نتحاشى كثيرا الكتابة في ظل ظروف هي الأسواء و الأسود على الإطلاق تمر بها البلاد منذ عقود طويلة مضت، فكلما هممنا بالكتابة نتوقف و نمني النفس أن ترى البلاد انفراجة قريبة تزيح شيء من هذه الغمة التي غطت و طغت على كل شيء في بلد يصنفه العالم أنه الأفشل و الأكثر فسادا و فقرا في العالم ... نمتنع عن إراقة الحبر حتى لا يمتزج بالدم الذي يراق في طول البلد و عرضها ... نحدث أنفسنا فنقول لها لم يعد هناك ما يمكننا أن نحافظ عليه في هذا البلد غير بصيص أمل فيما تبقى لنا من معالم الدولة غير هذه الحكومة التي نسعى جاهدين ان نحفظ لها ماء وجهها و تأبى و تصر هي على إهراقه و إهراق كرامة الإنسان التي من المفترض أنها جأت لتحفظ له كرامته و عيشه الحر و الكريم ..... مخجل جدا ما تصنعوه بنا و الأكثر خجلا منه صمتنا .... أي عنوان آخر تبحثون عنه للفشل لم تضعوه واجهة لكم مكتوب في نواصيكم ... تهربون من زيارة شوارع المدينة و النظر في أعين أهلها و ساكنيها ... تستعيضون عن ذلك بزيارة منشأت لا حياة فيها ولا روح ... ماذا تريدون أن تخبروا العالم بأننا بخير و أننا نتعافى بصور زياراتكم تلك؟ ... لا تكترثون و لو لمرة واحدة الى الداخل ... ما أتعسكم و أتعس رسائلكم و أغباها ... تهتمون فقط كيف ينظر لكم العالم ... لم تفكروا يوما كيف ينظر لكم شعبكم ... لم تتحملوا حتى مشقة العناء و التفكير في ذلك ... اجزم أنكم لم تمنحوا لعقولكم الفرصة حتى في تخيل ذلك الأمر ... دعوني أخبركم أيها السادة الساسة عن بشاعة المنظر ... انتم في نظر الناس أصغر بكثير من رغيف الخبز الذي لم يعد يسد رمق جوعهم ... أنتم في نظرهم أشد سوادا من الليل الذي بات يؤرق مضاجعهم .... أنتم أضعف و أهون بكثير من الماء الذي لم يعد يصل إلى منازلهم .... أنتم أكثر حقارة من التاجر الذي يتلاعب في أقواتهم ... أنتم أشد خطرا و بؤسا عليهم من المجرم الذي يهدد أمنهم ... أنتم أيها السادة لم يعد لكم وجه او قبول او حضور ... أصبحتم ( حكومة بلا وجه ) رحم الله شاعرنا الكبير البردوني حينما قال في قصيدته مدينة بلا وجه :
فهل تبحثين اليوم عن وجهك الذي فقدتيه ....
أو عن وجهك الآخر العصري ...
إلا أنكم فقدتكم وجوهكم ولا وجه آخر لكم عصري تسترون به سوئاتكم .....
#كتب/ #نزار_أنور