إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
عندما زار وفد إعلامي جزائري اسرائيل في صائفة سنة 2000 عن طريق دعوة من صحيفة فرنسية، انقلبت الدنيا ولم تقعد، وخونت صحف جزائرية الزملاء الذين قاموا بتلك الزيارة غير المسبوقة من قبل جزائريين علانية، مثلما خونهم الاعلام العربي ونعتهم بأبشع الأوصاف، بل خون الجزائر كلها من خلال زيارة لصحفيين، مع أن الصحفي هو مواطن عالمي ومن حقه أن يزور كل البلدان بما فيها اسرائيل التي تدور على أرضها اعنف الحروب، وأين يضطهد شعبها ويهجر قسريا من أرضه.
واليوم يهرول عرب الخليج و فضائياتهم التي شتمت زملائنا وخونتهم لزيارتهم اسرائيل، لفرض التطبيع ليس على شعوبهم فحسب، بل علينا جميعا وبالتهديد والوعيد مثلما كان يلوح بن سلمان لكل من يعارض صفقة القرن التي سترمي بالقضية الفلسطينية وشعبها في البحر.
فاين نحن مما يجري من حولنا وفي المنطقة؟ وكيف سنجز لنا مكانا في الجيوسياسة الدولية التي ترسم هذه الأيام؟
أتابع يوميا تغريدات مواطنين خليجيين، كلها أو بالاحرى أغلبها تساند بلدانها في سياستها للتطبيع مع اسرائيل، وفي مصر قبل من أيام الرئيس السيسي أوراق اعتماد السفيرة الاسرائيلية الجديدة، بعد أن زار رئيس الوزراء الاسرائيلي ناتنياهو من أيام سلطنة عمان، وحضي باستقبال حار من قبل السلطان الذي عرف عنه الهدوء والرصانة والنأي بنفسه عن سياسة بلدان الخليج وما أحدثته في المنطقة من فوضى وحروب وتدمير لبلدان كانت تسمى شقيقة.
أين نحن من كل ما يحدث؟ أعرف أننا ما زلنا أوفياء لقضايا الشعوب المستعمرة والمضطهدة وندعم مقاومتها للاحتلال سواء في فلسطين أو في الصحراء الغربية، وهو مبدأ كرسه الدستور وصدقته كل مواقفنا الخارجية منذ الاستقلال، ولم نخطئ يوما في تحديد مواقفنا مما حدث في العراق ومما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن، وقد تبين دائما أن الموقف الجزائري كان دائما على حق وتنبأ بالنتائج المدمرة للمنطقة في ليبيا وفي سوريا وفي كل شبر زرعت فيه المملكة وقطر مرتزقتها، لكن ماذا بعد كل هذا، والعرب من المحيط إلى الخليج يتسابقون لتطبيع علاقتهم مع الدولة الصهيونية، بل وقد قطعوا أشواطا في ذلك، بمن فيهم محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المحاصرة في رام الله، حيث وقف على منبر الأمم المتحدة معلنا اعتراف شعبه بدولة اسرائيل وحقها في العيش في سلام، مرددا شعار المملكة الذي أعلنه ولي العهد من أشهر معلنا تطليقه لدعم القضية الفلسطينية، معلنا عن صفقة القرن التي ستفقد الفلسطينيين كل شيء؟
أعرف أن مجرد طرح هذا السؤال صعب على دولة تستمد مرجعيتها من بيان أول نوفمبر، لكن هناك واقع يفرض نفسه على الجميع، وعلينا تحديد مواقفنا ووقعنا بدقة حتى لا يجرفنا التيار مرغمين؟