لماذا أصبحت الأحزاب السياسية اليمنية جزءا من تغذية الصراع وليس جزءا من الحل ؟

يشير غالبية الرأي العام اليمني إلى عجز وفشل قيادات الشرعية في إدارة الأزمة وهذا صحيح بفعل التحالفات المكبلة لها ، لكن الأحزاب السياسية تمثل جزءا من فشل الشرعية ، فقد فضلت قيادات هذه الأحزاب  التواري عن المشهد السياسي والإعلامي واكتفت بإدارة الأزمة بمصالحها الخاصة .

وإذا ما عدنا إلى أصل تأسيس هذه الأحزاب ونشاطها سواء أثناء العمل السري أو بعد التعددية وممارسة العمل العلني ، فإننا سنجد جميع هذه الأحزاب وبدون استثناء عملت على تغذية الصراعات الوطنية وأغلبها حولت قواعدها إلى وقود لتلك الصراعات .

وهي اليوم مسؤلة عن حالة الفراغ السياسي ومسؤلة عن تشتيت الجهود والتشويش على المجتمع وتراجع مفهوم الدولة لديها ، بل إن هذه القيادات أحكمت قبضتها على السلطة والمؤسسات الرسمية ، وحولت السلطة إلى مجلس إدارة وليس مؤسسات .

لا نبالغ إذا قلنا إن هذه القيادات التي تمسك بزمام الأحزاب قد منحت الحوثي عمرا إضافيا وأسهمت في تشتيت الرأي العام أكثر من توحيده وتخلت عن خيار استراجاع الدولة والانصراف لبناء مصالحها الخاصة على حساب المصلحة الشعبية .

والسؤال الذي يطرح نفسه : إلى متى ستستمر هذه القيادات خارج اليمن وإلى متى سيستمر صمتها ، وهل ستظل القواعد الحزبية عاجزة عن إفراز قيادات من وسطها قادرة على تحرير القرار السياسي وتكون داعمة للشرعية ومخففة عنها القيود التي تكبلها بفعل التحالفات المفروضة عليها ؟

عادل الشجاع

مقالات الكاتب