الإعلام رسالة
مارست الإعلام كمهنة حينما دعت الحاجة إلى ذلك .. و أعني بالحاجة هنا ليس الإفتقار إلى الما...
قالها صديقي ساخرا من الأجواء التي تشهدها مدينة عدن خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الرياح الرملية التي تهب على هذه المدينة هذه الأيام، شدت هذه الكلمات انتباهي فالتفت نحو صديقي ضاحكا و ضحكنا سويا ، كانت كلمات ذلك الصديق عفوية بالمطلق لكنها حملت خلفها حقائق أخرى تتحدث عن ذلك الواقع الذي باتت تعيشه هذه المدينة و بات يسكن نفوس أبنائها .
كل شيء تقريبا بإستثناء الهواء أصبح الحصول عليه صعب المنال و يحتاج إلى مشقة لإدراكه ، لم تعد الحياة في هذه المدينة حياة كريمة إلا لثلة قليلة قد كتبت أقلامنا عنها كثيرا موجودة هنا و هناك، و بمفارقة عجيبة لسير مجريات الأمور في عدن نرى من يحاول أن يصدر تلك المعاناة إلى واجهة المشهد هم أولئك الذين ينتمون إلى تلكم الثلة القلية أو اللذين يعيشون تحت كنف رعايتها و قد ترى بعضهم حتى غير متواجدين في عدن، بالله عليكم كيف لعاقل أن يصدق أن أولئك الكائنات الحية صادقة فيما تقول و تدعيه .
هكذا عبر صديقي بكلماته الساخرة العابرة على المشهد برمته في عدن و التي ضحكنا بسببها معا و لسان حالنا ينبئ بما قاله المتنبي :
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا
فالطير يرقص مذبوحا من الألم
عدن أيها السادة لم تعد تحتاج إلى أمن و لا كهرباء و لا ماء و لا إلى خفض الأسعار أو المطالبة بزيادة المرتبات مقابل هذا الارتفاع المهول لأسعار المواد الغذائية و الانخفاض المفجع لسعر العملة المحلية و لا تحتاج إلى محاربة الفساد و الإرهاب، القصة و ما فيها كما أخبرنا بها ذلك الصديق :
((البلاد محتاجة ضربة رنج )) .