نضوج الفكر جسر لشباب الجسد
كنت إذا سمعت أن امرأة في سن الأربعين تخيلتها امرأة عجوز بعكاز ولها شعر أبيض ووجه ( مكرمش ) &nb...
قبل عشر سنوات من الآن كنت تلك العروس حديثة التكوين . كنت ككل فتاة أضع رجلي على عتبة حياة جديدة لا أعرف كيف ستسير الأمور فيها، أغادر عتبة أهلي الذين لطالما ظننت أني لن أستطيع أن أغادرهم وأن أعيش بعيدا عنهم . ولا كيف ستكون حياتي من دونهم .
تلك الليلة التي سبقت حفلة زفافي لم أستطع النوم فيها ، وكان الجميع يظن أني أهول الأمر لكنهم لايفهمون أن كل فتاة في ليلتها الأخيرة في بيت أهلها وقبل بدء حياتها الجديدة في بيت زوجها لاتستطيع النوم فعليا .
تفكر بما تحمله لها حياتها الجديدة وما تخبئه لها من سعادة او تعاسة ربما، كلا حسب ما قسمته لها الأقدار .
لكن الشيء الوحيد الذي لم يكن يقلقني هو شخص زوجي المستقبلي، وربما كان وضوحه وصدقه معي أكثر ما كان يجعلني أثق أنه كما هو ولن يتغير . ولأني أثق بوالدي فقد اعتمدت نظرته الأولية التي نقلها لي بإيجابية عنه عندما قابله وتحدث إليه لأول مرة .
هو ذلك الرجل الذي مشيت معه عشر سنوات حتى اليوم وهو كما هو كما عرفته أول يوم وكما قال لي عنه والدي . يقف دائما إلى جانبي يمسك بيدي ويسير معي طريق الحياة خطوة بخطوة . لايدير ظهره لي حتى وإن قست علينا الحياة وأبعدتنا بعض الوقت بسبب الظروف لكنه يبقي وجهه دائما أمامي .
متواجد دائما حيثما كنت وكيفما كنت ، لا يتردد في الاتصال بي يوميا ( أنا في البقالة أيش أجيب معي) .
ولايتخلف يوما عن ربط القمامة وحملها معه وهو ذاهب إلى عمله . لايتجاهل اتصالي حتى وإن كان منشغلا وهو يعلم أني سأسأله أيش أطبخ غداء اليوم ؟ فيرد علي ولمدة عشر سنوات ( شعيرك بر ) .
هو نفسه الذي يسألني ومنذ أول يوم وحتى اليوم هذا البنطلون أيش يناسبه الشميز هذا أو ذاك .
هو نفسه الذي يستمر بإرسال ( صباحو ) منذ عشر سنوات حتى اليوم، فأرد عليه ( صباحو) . وتستمر تلك التفاصيل بصغرها وكبرها وهي تصنع حياتنا معا، حياتنا التي أصبح كل منا فيها جزء من الآخر .
مرت كل تلك العشر سنوات وكأنها يوما واحد ومازلت اذكر كل تفاصيلها بجماله أو قسوته ، مازلت أحاول استيعاب أني تلك العروس التي اصبحت زوجة وأم .
30/4/ 2012