إقالة وزير العدل تفتح الشهية للتغيير !
إقالة وزير العدل أمس من قبل رئيس الدولة، عبدالقادر بن صالح، هل هي تمهيد لإقالة حكومة بدوي، مثلما اشت...
سيحل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ببلادنا مطلع ديسمبر المقبل، في إطار جولة مغاربية، وهذا بعدما تحرر من عقدة جريمة خاشقجي، ودعمته كل من اسرائيل وأمريكا ، حيث قال ترامب أول أمس وقبله في تغريدات له على حسابه بالتويتر، أنه قد يكون بن سلمان كان على علم بمقتل الخاشقجي، لكنه من أجل مصلحة أمريكا واسرائيل لا يمكن وقف الصفقات مع المملكة، وأضاف في تغريدة أخرى أن بن سلمان قدم خدمات جليلة وغير مسبوقة لإسرائيل وقال لولا السعودية لكانت اسرائيل في ورطة، وأنه لديه حليف قوي للغاية يتمثل في السعودية.
الرسالة الأمريكية واضحة إذا، ليقتل بن سلمان من شاء وكيفما شاء، ومادام سيدفع الملايير لأمريكا ويدعم اسرائيل فلن يلحقه أذى.
لكن ماذا سيكون موقف الجزائر من هذه الزيارة التي تقطر دما، ليس بدم خاشقجي فقد أخذ حقه الاعلامي من التنديد، بل من دماء أطفال اليمن الذين يموتون يوميا تحت قنابل ال سعود مثلما يموتون جوعا وبشتى الامراض الفتاكة؟
من حقنا كجزائريين أن نرفض مجيء ولي العهد السعودي، فإن كان ترامب قد حماه من العقاب من شتى جرائمه التي ارتكبها منذ تعيينه وليا للعهد، فما مصلحتنا نحن من هذه الزيارة ، فهو وتنفيذا لأوامر ترامب وحفاظا على مصالح اسرائيل وحتى لا يفقد حلمه في الملك، أنزل سعر برميل النفط من 82 دولارا إلى 54 دولار وما زال يعمل على تخفيضه بما يرضي الرئيس الامريكي الذي أعلناه علانية وفي تغريدة يشكر السعودية على الهدية التي قدمتها إلى أمريكا بتخفيض سعر النفط.
لا أهلا ولا سهلا يا بن سلمان ! فإذا كان وزيرنا الاول أعتذر من أشهر لوالدك بسبب لافتة تهينه في أحد ملاعب كرة القدم وشتم الجمهور الرياضي ارضاء لكم بسبب خوفه أن تلحق بنا عقوبة بطعن اقتصادنا في اسعار النفط، فلم يعد هناك مبررا للخوف وأنتم مستعدون لبيعه بالتراب لان ترامب أراد هذا ورغبات ترامب أوامر، ومصلحة اسرائيل فوق مصالح كل الشعوب العربية والاسلامية التي تسلمك كل سنة الملايير مواسم الحج والعمرة، وهكذا تعينك على دفع دية الخاشقجي إلى أمريكا.
ربما ستقولون أن للسياسة أحكامها وما دامت القوة العظمى لم تدن المجرم، فلا داعي لاتخاذ موقف يضر بعلاقتنا بالمملكة، لكن ما دامت العلاقات مبنية على مصالح البلدان والشعوب، وبن سلمان داس على مصالح بلدنا رغن اتفاق الجزائر المنعقد سبتمبر الماضي لمنظمة الدول المصدرة للنفط ، وأسقط أسعار المحروقات الى الحضيض حماية لعرشه، فهل هناك ما ننتظره من هذه الزيارة غير البحث عن دعم معنوي للرجل وتوريط الجميع في جرائمه المروعة؟ ولا شك أنه سيعود إلى بلاده قويا ليواجه خصوه داخل المملكة ، بل سيكون أكثر قوة وبطشا وسيقترف المزيد من الجرائم في حق السعوديين الذين يعيشون تحت حكمه عن طريق والده رعبا حقيقيا.