رحاب دبوان واحدة من ضحايا معين عبد الملك

في مارس الماضي أصدر معين عبد الملك توجيها بشأن حملة " جوازي بلا وصاية " الذي تبنته بعض المنظمات وبعض الناشطات بحجة رفع القيود عن المرأة ، لكنه اتضح أن هذا التوجيه وهذه المطالبات تأتي في سياق التسهيل للإتجار بالبشر وتحديدا الفتيات ، وقد وصلتني المئات من الرسائل يشكو أصحابها من أن هناك منظمات تستدرج الفتيات في سن العشرين وتعمل على تسفيرهن خارج اليمن عن طريق مطار عدن وسيئون ، لكنني لم أعر الموضوع أي اهتمام ، لأنه لم يكن هناك ما يؤكد ذلك ، وبعد أن وصلتني معلومات مؤكدة بأن الفتاة رحاب يحي عبد الله دبوان غادرت مطار عدن بصحبة حنين محمد كداف يوم الثلثاء الماضي الساعة السابعة صباحا ووصلتا مطار القاهرة الساعة العاشرة صباحا من نفس اليوم .

معين عبد الملك تاجر بالقطاعات النفطية وبشركات الاتصالات وأوغل في الفساد مع المنظمات الدولية ولم يبق شئا إلا وباعه ، ليتجه مؤخرا للإتجار بالبشر وبسبب توجيهاته بمنح الجوازات بدون معرفة ولي الأمر اختفت المئات من الفتيات وخاصة في المحافظات التي تقع تحت سيطرة عصابة الحوثي الإرهابية ، ليتضح فيما بعد أن هناك عصابة محلية ودولية تمارس مهنة الإتجار بالبشر حيث تقوم عصابة الحوثي ومعها بعض المنظمات باستقطاب الفتيات ، وتقوم سلطات عدن بتسهيل خروجهن بعد أن يحصلون على جوازات بدون معرفة ولي الأمر بحسب توجيهات معين ، وبذلك يكون معين قد باع كل شيء في اليمن ، الأرض والإنسان ، وهذه القضية أقصد قضية رحاب دبوان مطروحة أمام الإنتربول اليمني ليطلب من الإنتربول المصري منع رحاب وحنين من مغادرة أرض مصر وتسليمهن لليمن ، وأنا على يقين بأننا سنكتشف طرف خيط مافيا ممتدة دوليا تنتهك حرمات اليمنيين .

يشكل الواقع السائد في اليمن، من انهيار اقتصادي وأزمة مالية تعصف بالسكان، وسط انتشار كبير للبطالة وإقفال عام للأعمال والاستثمارات في مختلف القطاعات، أكثر البيئات خصوبة لنمو جرائم الاتجار بالبشر وانتشار عصاباتها ، يساعد على ذلك تواطؤ بعض ممن بيدهم القرار مستغلين فقرا متعدد الجوانب والأوجه، يطال أكثر من 75 في المئة من المجتمع، وفق تقديرات الأمم المتحدة، توسع تلك العصابات اليوم نشاطها في اليمن، وفق مخطط يهدف إلى تحويل اليمن  إلى مقر ومعبر لإحدى أسوأ أنواع الجرائم البشرية، تمثل ثالثة أكبر تجارة إجرامية في العالم، بعد المخدرات والسلاح غير المشروع، حتى أطلق عليها وصف "الرق المعاصر".
وكما قلت فإن قضية رحاب لم تكن تلك الحادثة الأولى من نوعها التي يشهدها اليمن ، فقد تم تجنيد فتيات أو تم اعتقالهن   بواسطة القوة أو الاختطاف أو الاحتيال أو بهدف استغلالهن من أجل الربح المالي .
والنساء والأطفال من جميع الأعمار ومن جميع الخلفيات  أصبحوا ضحايا لهذه الجريمة التي تجرم في كل قوانين   العالم ، وكثيرا ما يستخدم المتاجرون العنف أو المنظمات  الاحتيالية والوعود المزيفة بالتعليم وفرص العمل لخداع ضحاياهم واستغلالهم  .

نحن أمام جريمة تعد من أسوأ الجرائم البشرية ، جميع دول العالم واجهتها بالتشريعات وحاصرتها بالقوانين ونحن نساعدها بإصدار توجيهات وزارية تسهل لها التمدد وتشرعن لها العمل ، فمتى سيتدخل رئيس مجلس القيادة لإنقاذ اليمن واليمنيين من معين عبد الملك ، فقد ارتكب من الجرائم بحق اليمن واليمنيين ما يفوق كل مجرمي العالم ؟

عادل الشجاع

مقالات الكاتب