ابين في تاريخ اليمن
راسلني الكثير من ابناء محافظة ابين وقالوا ان ابين هواها يماني وانها جزء من اليمن الكبير...
وانا اتابع مباريات بطولة الخليج العربي ( خليجي 25) لكرة القدم والمقامة في مدينة البصرة العراقية والحديث عن كرم اهل البصرة وفرحتهم بهذا العرس العربي ، احببت ان اعطيكم نبذه بسيطة عن تأريخ هذه المدينة العريقة في التأريخ الإسلامي والتي انجبت العديد من علماء الأمة وارتبط اسمها بالعديد من مدارس الفقه الاسلامي المختلفة ، ومن خلال ذلك نعرج على جزء من تأريخنا اليمني العريق . فبعد فترة من معركة القادسية الشهيرة والتي جرت بين العرب المسلمين وبين الفرس وكان اكثر من ثلث الجيش الاسلامي في هذه المعركة من ابناء اليمن امر الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ببناء مدينة البصرة وهي اول مدينة يتم تأسيسها بعد الفتح الاسلامي للعراق عن طريق الصحابي الجليل عتبة بن غزوان ، وتأتي بعدها مدينة ( الكوفة ) التي اسسها قائد معركة القادسية الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص على مقربة من مدينة ( الحيرة ) عاصمة المناذرة وقد اتخذها الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه عاصمة للدولة في عهده ، وما ان انتهى عُتبة بن غزوان من تأسيس البصرة حتى وجه الخليفة عمر بن الخطاب ما يقرب من ستين الف شخص من القبائل العربية المختلفة ليسكنوا هذه المدينة ولتكون قاعدة لتسيير الجيوش منها الى المناطق الشرقية وفتح بلاد فارس ومن ضمن تلك القبائل التي سكنت البصرة العديد من القبائل اليمنية منها : قبيلة القساملة ، وبنو النجار ، وبنو الاشعر ، وبنو بجيلة ، وبنو الحارث وبنو النخع ، وبنو حمير ، وبنو الحتات وقد سكن بنو الحتات في ضواحي البصرة ، اما في العراق كافة فهناك العديد من القبائل اليمنية التي استقرت بها بعد الفتح الاسلامي للعراق وبلاد فارس والذي كان لليمنيين فيه الدور الكبير . ويذكر انه وبعد سيل العرم الأول والذي تفرقت بعده أيدي سبأ نزحت من اليمن اربعة من بطون سبأ وبقيت ستة ، فالذي بقي في اليمن هم ( مذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير ) وهؤلاء هم من اسسوا بعدها دولة سبأ الثانية ودولة معين ودولة قتبان ودولة أوسان ودولة حضرموت ، وقد توحدت بعدها اليمن بالكامل على يد الملك السبئي ( كرب إيل وتر ) ومع ضعف الدولة السبئية تفككت اليمن الى ممالك عديدة ولكنها ما لبثت ان عادت للتوحد من جديد على يد الملك التُبع (ملشان أريم ذي يزن ) اول تبابعة الدولة الحميرية آلتي تأسست عام (275م ) وشمل سلطانها كل أرجاء اليمن . وفي عهده انتهت مأرب كعاصمة ومدينة رئيسية واصبحت صنعاء هي عاصمة الدولة الحميرية وقاعدة التبابعة والملوك كما وصفها ابن خلدون وذلك منذ عهد التُبع الحميري الأول ( ملشان أريم ذي يزن ) الى عهد حفيده سيف ابن ذي يزن في القرن السادس الميلادي ثم ابنه ( معدي كرب بن سيف بن ذي يزن ) آخر ملوك حمير التبابعة ، ويرجع اصل هذه الاسرة اليزنية التي تعاقبت على عرش مُلك حمير الى ( وادي عبدان بمديرية نصاب محافظة شبوة في شرقي اليمن ) هذا ما كان من شأن بطون سبأ الستة التي بقيت في اليمن بعد حادثة سيل العرم الاول ... واما بطون سبأ الاربعة التي نزحت من اليمن بعد سيل العرم الأول فهي ( لخم وعاملة وجذام وغسان ) ومن لخم جاء المناذرة الذين اسسوا مملكة المناذرة في العراق وكانت عاصمتها ( الحيرة ) ومن اشهر ملوكها ( المنذر بن ماء السماء) كما اوضح ذلك المؤرخ اليمني الشهير محمد حسين الفرح رحمه الله في كتابه البديع ( الجديد في تأريخ دولة وحضارة سبأ وحمير ) ج2 .. وهكذا نجد ان التواجد اليمني في العراق من قبل الإسلام وبعده حتى انه من ضمن التسميات العديدة التي اطلقها العرب على مدينة ( الموصل ) هو اسم ( خولان ) كما اشار الى ذلك المقدسي في كتابه ( أحسن التقاسيم ) وذكر ذلك عماد الدين خليل في كتاب ( خطوات في تراث الموصل ) . واصل هذه التسمية ترجع الى قبيلة ( خولان عامر ) في محافظة صعدة التي نزح العديد من ابنائها الى الموصل في العصر الجاهلي نتيجة حروب قبلية ، ثم لحقهم قسم كبير من هذه القبيلة اثناء مشاركة القبائل اليمنية في الجيوش الاسلامية لفتح العراق وفارس واستقر قسم كبير منهم هناك .. فيا ابناء وطني اليمني الكبير اقرأوا تأريخكم وافهموه جيدا وخذوا منه العظة والعبرة واياكم ان يدب اليأس في نفوسكم فالتاريخ جولات وما تعيشه اليمن الأن هي جولة من جولات التاريخ التي لن تدوم ، فكما عرفتم كانت اليمن تنكمش وتتفكك ثم تنهض وتنطلق من جديد ، الى كل الساسة والقادة في هذه البلاد اقرأوا تأريخ بلادكم جيدا وستدركون انه يدون اسماء العظماء فقط اما الضعاف واصحاب المشاريع الصغيرة والذين يقدمون مصالحهم على مصلحة بلادهم فهم في سطور التأريخ من سقط المتاع .. نعود بكم من جديد الى مدينة البصرة. فنقول : سلام الله على بصرة الفقه والعلم والأدب . والتي انجبت الفقيه الزاهد الحسن البصري ، وعالم البصريات والفيزياء الحسن ابن الهيثم ، والخليل بن احمد الفراهيدي مؤسس علم العروض ، وأبو الأسود الدؤلي واضع اصول التنقيط في الكتابة ، والعلامة الجاحظ صاحب كتاب ( البخلاء) وغيرهم الكثير والكثير من العلماء والأدباء وبقية العلوم المختلفة ، سلام الله على بصرة العروبة وقاعدة جيوش الإسلام . سلام الله على اجسادا ترقد هناك في ارض البصرة من الأجداد والاحفاد ومن كل الذين جاهدوا من اجل رفع راية الاسلام . سلام الله عليكم يا اهل البصرة العربية الإسلامية .#كمال_البعداني