شماعة الضغوطات .. يدفع ثمنها الشعب

نعلم أن الرضوخ لأي ضغوط خارجية تعني مزيدا من التنازلات المؤلمة والمذلة على الشعب والوطن ، هكذا تقول التجارب والوقائع والأحداث المشابهة طيلة سنوات الحرب الثمان .

عندما تعرض هدفك المصيري وحياة شعبك لأي إختراق من قبل أطراف هي الأخرى لها أهدافها الخاصة التي تتعارض جملة وتفصيلا مع هدفك ، تكون بذلك قد تنازلت وفرطت بثوابتك الوطنية وعرضت وطنك وشعبك للذل والمهانة كحالنا اليوم .

أفسحوا المجال لغيركم من الشرفاء الذين لم تتلطخ آياديهم وضمائرهم بالمال المدنس والمناصب والمغريات ، على حساب تضحيات جسام قدمها شعب عظيم أراد أن يخرج من دوامة الاقصاء والتهميش والتمييز العنصري ، فذهبت تضحياته للأسف الشديد أدراج الرياح ، لا أرصدة بنكية أو استثمارات كبرى خارجية يخشى الشعب ضياعها ، ولا عقوبات ستكون أشد وطأة مما نحن فيه .

على ماذا تخشون ، ومن ماذا تخشون إذن ، واقع مرير ومأساوي رغم إنتصاراتنا العسكرية على الأرض وسيطرتنا التامة على كامل التراب الجنوبي ، ومع هذا فشلنا بمعركة الخدمات وإدارة شؤون المناطق الجنوبية المحررة وتحديدا العاصمة التعيسة عدن ، وأصرينا على عدم تقييم أخطائنا القاتلة والمدمرة ورفضنا تصحيحها وتجاوزها من أجل الشعب الجنوبي وتطلعاته وأهدافه السامية .

وأنحزنا إنحياز تام للشللية والمناطقية الضيقة ، وكانت النتيجة كارثية وماساوية على الصعيدين الشعبي والوطن ، أتينا إلى عقر دارنا من ينكل بنا ويسومنا سوء العذاب لكي ترضا عنا من لن ترضا عنا أبدا .

مجلس القيادة الرئاسي وحكومته العرجاء الفاسدة لم يأتوا إلى عدن لتحرير صنعاء أو حتى رفع حصار تعز ، فقد حزم الإقليم والعالم حقائبه ورسخ سلطة مليشيات الحوثي بصنعاء وشمال اليمن ، وساوموها بخيرات وثروات جنوب اليمن كالعادة مقابل سلامة وأمن واستقرار أراضيهم هناك ، وفرض الحوثي على التحالف نسبة 85% من موارد وخيرات ومقدرات الجنوب إلى بيت مال صنعاء ووافقوا ، هكذا دائمآ المنتصر يفرض شروطه وإملاءاته على المهزوم .

شرعية مرتهنة ذليلة رخيصة ، بيدها فتحت الموانئ والمطارات لمليشيات هي في حالة حرب معها حتى اللحظة ، وحرمت نفسها ورعيتها من رسوم جمركية وضرائب بمئات المليارات من الريالات اليمنية سنويا ، وتستجدي كفيلها الفتات ، ورضخت مع تحالف مهزوم على إغلاق موانئ تصدير النفط الخام ( رغم أنه يخدمنا هذا الاغلاق وكنا نتمنى أن يكون الاغلاق بقرار جنوبي صرف ) ، شرعية مكنت الحوثي من جميع الموارد المالية المركزية كالطيران والاتصالات وغيرها .

شرعية غيرت بوصلتها من تحرير المحتل إلى تخريب المحرر وإشعال الحرائق فيه ، علينا أن نتحرر ونستقل بقرارنا قبل أن نتحول بغمضة عين إلى أتباع ورعية وعبيد أسياد صنعاء الجدد .

لا أمل لنا سوى الحصول على السلاح النوعي كمنظومة الدفاع الجوي ، وصواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى ، وطائرات مسيرة مختلفة المدى والأحجام للردع والرد على أي تهديد حوثي قادم .

مقالات الكاتب

انصاف مايو .. وتحقيق BBC

شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...

الإمارات .. طاعن أم مطعون

من يتألم من طعنة الحليف والشريك الغادرة هي الإمارات ولا أحد سواها ، الحرب في اليمن طيلة السنوات الما...