الإمارات .. طاعن أم مطعون

من يتألم من طعنة الحليف والشريك الغادرة هي الإمارات ولا أحد سواها ، الحرب في اليمن طيلة السنوات الماضية كانت حرب الرياض لأنها المستهدف التالي بالنسبة لإيران ووكلائها وليس الامارات أو أي دولة خليجية أخرى ، تاكل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حتى باتت الرياض تتكئ على عصا أبوظبي طيلة سنوات الحرب .

خذلت الرياض من جميع دول مجلس التعاون الخليجي في ساحة الحرب الدائرة في اليمن ، حتى الكويت التي تحررت بفضل الرياض بعد غزوها من قبل العراق خذلتها ، ولن ننسى مقولة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز رحمة الله عليه عندما قال : إما أن تتحرر الكويت أو تلحق بها السعودية .

من حرر جنوب اليمن إلى الساحل الغربي إلى مأرب وغيرها مع شرفاء الجنوب والشمال ، من من دول الخليج والعالم حتى الرياض شاركت بالتدخل المباشر وقيادة المعارك والدعم اللوجستي والمالي والاسناد الجوي والبشري بالعمق اليمني سوى القوات المسلحة الإماراتية .

زجت في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل لفزعة جارتها ، لا تهديد مباشر أو غير مباشر للاراضي الإماراتية من قبل مليشيات الحوثي الإيرانية ، وبعد مشاركتها بالحرب استهدف العمق الإماراتي بمسيرات وصواريخ باليستية حوثية إيرانية لدفعها للخروج من قيادة المعارك في حرب اليمن ، خسرت خيرة رجالها وشبابها وأمنها واستقرارها وأموالها وسمعتها في حرب لم تفرض عليها أو تعنيها .

باتت لكم مناطق محررة تسرحون وتمرحون فيها ، وإلا لكان مصيركم لا يختلف عن مصير ملايين اللاجئين والمشردين حول العالم ، وتعيشون على فتات المساعدات وتنامون بحاويات ، ولكنكم لئام على موائد الكرام .

للإمارات مصالحها في اليمن وهذا ليس جرم أو عيب ، للسعودية مصالحها ولإيران والعالم أجمع ، وقد تتقاطع مصالحهم الخاصة مع بعضهم البعض ، وهناك من يقدم مصالحه أولا حتى لو كانت على حساب مصلحتك ومصلحتي المعيشية والحياتية كما يحدث اليوم ، ماذا تحقق للإمارات من مصالح باليمن حتى اللحظة لا شيء ، بينما تحققت مصالح السعودية والشرعية بتحرير الاراضي الجنوبية وقليل من الشمالية .

من نظم وشارك وسعى لعقد اللقاءات والزيارات السرية وشبه العلنية والعلنية مع مليشيات الحوثي دون إشراك حليفه وشريكه الأوحد ( طعنة بالظهر ) ، من الذي يعلن الهدنة وفتح لعدوه الموانئ والمطارات وشجعه على قصف الموانئ النفطية في حضرموت وشبوة ، دون أي ردود أفعال تحمي حقوق الجنوبيين أبطال الأمس شقاة اليوم بالسخرة ( طعنة بالظهر ) ، من أخرج الإماراتيين من عدن والعند والساحل الغربي ( خديعة ومكر ) بذريعة أن هذا أحد أهم مطالب الرئيس السابق هادي قبل التوقيع على إتفاق فخ الرياض ، من سيخرج القوات المسلحة الإماراتية المتبقية في جنوب اليمن ( طعنة بالظهر ) بذريعة أنه أحد أهم مطالب مليشيات الحوثي قبل التوقيع على التسوية ووقف الحرب .

إيران ووكلائها مشاريع حروب وفوضى وتدمير فقط ، ولاحقا ستجد الرياض نفسها وحيدة في مواجهة شروط ومطالب وإملاءات وإبتزاز مستمر ومتواصل من قبل مليشيات الحوثي التي لن تتوقف أبدا بعد التوقيع الرسمي على نهاية الحرب في اليمن ، أو إستئناف الحرب مرة أخرى .

مقالات الكاتب

انصاف مايو .. وتحقيق BBC

شاهدت وأستمعت جيدا إلى التحقيق الهزيل غير المهني الذي أجرته قناة BBC عربي حول الإمارات تستهدف بالاغت...

الإمارات .. طاعن أم مطعون

من يتألم من طعنة الحليف والشريك الغادرة هي الإمارات ولا أحد سواها ، الحرب في اليمن طيلة السنوات الما...