الفقيد أمعبد ناصر منصور سيرة نضال وإرث خالد

الفقيد أمعبد ناصر منصور أحد أبناء قرية حصن آل ناصر منصور بمديرية الوضيع ولد عام 1930م ليصبح رمزًا للنضال الوطني والقيم الإنسانية عاش حياته محاربا للاستعمار وقائدا حكيما وصاحب بصمات خالدة في مسيرة العمل الوطني والاجتماعي بدا رحلة النضال المسلح حيث التحق أمعبد ناصر بالرعيل الأول للجبهة القومية حيث خاض مع رفاقه الكفاح المسلح لتحرير الوطن شارك في تنفيذ عمليات نوعية ضد المستعمر البريطاني أبرزها في منطقة القلوعة بعدن مما جعله هدفا للاستعمار تم اعتقاله وسجنه للمرة الأولى لمدة عام وبعد خروجه واصل مسيرته النضالية دون تردد
في أكتوبر 1965م أُعيد اعتقاله وسجن في سجن مربط حتى سبتمبر1967م هناك واجه تعذيبا جسديا شديدا لكنه لم ينكسر وفي 30 نوفمبر 1967م أُفرج عنه ليشهد يوم الاستقلال التاريخي الذي كان ثمرة لدماء المناضلين وصمودهم
بعد الاستقلال التحق الفقيد بجهاز أمن الدولة حيث تقلد مناصب قيادية بارزة وفي الثمانينات تم تعيينه مساعد مأمور لمديرية الوضيع ليقود المديرية في وقت حرج للغاية خاصة أثناء أحداث 1986م المؤلمة لعب دورا محوريا بفضل حنكته في حفظ الأمن وحماية أبناء الوضيع من العنف والاعتقالات التعسفية والاغتيالات  موقفه وطني وانساني يُحسب له في صفحات التاريخ فقد كان قائدا شجاعا وضع مصلحة أبناء الوضيع فوق كل اعتباروحافظ على أرواح أبناء الوضيع ووقف ضد الظلم وأثبت أن القيادة الحكيمة قادرة على تجاوز أصعب الأزمات ما يميّز الفقيد أمعبد ناصر أنه كان صاحب قيم إنسانية عالية ومحبا لوطنه وأهله لو تولى إدارة المديرية شخص آخر من الذين لا يخافون الله لربما شهدت المديرية سجونا ملية بأبنائها ومعاناة شديدة ولربما سقط عشرات القتلى من أبناء الوضيع لكن أمعبد ناصر بحكمته وعدله عمل جاهدا على حماية أهل المديرية وتقليل الخسائر قدر المستطاع هذا الدور الإيجابي الذي لعبه الفقيد سيظل محفورا في صفحات التاريخ كذكرى طيبة لرجل خدم مديريته بإخلاص ووفاء بعدها  
وفي عام 1989م تولى الفقيد أمعبد ناصر منصب مساعد مأمور مديرية أحور حتى عام 1992م حيث كان محبوبا من أهالي احور نظرا لعلاقته الطيبة معهم وحسن تعامله اتصف الفقيد بسمات تميزه عن غيره فقد كان هادا وحكيم وهذه الصفات كانت جزءا من طبيعته وفي الوقت ذاته كان يتسم بالحزم والصرامة في اتخاذ القرارات دون تردد وهو ما أكسبه احترام كل من تعامل معه حيث كانوا يحرصون على الالتزام. 
حيث لم يكن الفقيد مجرد قائد إداري بل كان أيضا رمزا للسلام الاجتماعي اشتهر بلقب مطفي الحرائق لدوره الكبير في حل النزاعات القبلية كان يجمع الناس في منزله يعمل على حل مشاكلهم بحكمة وسعة صدر وينفق من ماله الخاص دون انتظار شكر أو تقدير حيث كان أمعبد ناصر داعما كبيرا للتعليم والتنمية أسهم في تأسيس أول مدرسة في حبيل المسجد التي حملت اسمه تكريما لجهوده كانت المدرسة علامة فارقة في دعم تعليم أبناء المنطقة وتُعد شاهدًا حيًا على إرثه الخيري كما سعى إلى تأسيس جمعيات تنموية مثل جمعية أهل أمام وجمعية الوضيع لكنه لم يُمهل الوقت لتحقيق كل طموحاته حيث توفي في عام 1996م رحل الفقيد أمعبد ناصر منصور عن الدنيا تاركا وراءه إرثا خالدا من النضال والعمل الخيري ظلت سيرته مصدر فخر وإلهام لأبناء الوضيع الذين ما زالوا يستذكرون مواقفه الوطنية والإنسانية بحب واحترام رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وجعل أعماله الخيّرة في ميزان حسناته.
رمزي الفضلي

مقالات الكاتب

في حضن الخوف والحب

في خضم عائلة واحدة وفي قلب مجتمع واحد تتجلى أحياناً قصص تناقض غريبة قصة العم عبدوه علي الذماري واحدة...