اخوان تعز

نبيل الصوفي

قاومت القرى في تعز، المركزية التي انتقلت من النظام الملكي الى الحكم الجمهوري، تبعا لقوى الحكم.. بالقصيدة والاغنية وبالثقافة، حتى خارت قواها، وصرنا كلنا في الهم "مركز"..

تاقسمتنا مركزية الهم، التي تحلق حولها علي عبدالله صالح وعلي محسن، فتاهت بسببنا "تعز".

ومع أن مصالح المال كلها ايضا كانت مركزية، من بين هائل لشاهر عبدالحق وعبدالجليل ثابت وردمان ودرهم ومئات الاسماء التي يممت وجهها شطر المركز، الا أن رأس المال كان أحسن "تعزية" من السياسة والثقافة.

على الاقل أبقى لتعز بعض روحها وحضورها في داخلها.

لايزال للأغابر جمعيتهم، واعادت "السعيد" لتعز بعض الحضور..

ولعب الاخوان في الاصلاح، دورا سيئا بلاحدود، فبعد أن حمت تعز وجودهم ومنحتهم الحضور الأكبر برلمانيا بعد تجربة "إب" الا أنهم تخلوا عنها في 2011 وسلموها لعلي محسن وأدواته كما سلموا له الثورة بكلها.

ان قلبت في صفحات "تعز" من 2011، سترى أن لامنطقة عبث ويعبث بها اخوان علي محسن، كما تعز..

سلموا صنعاء من الدمار.. كما يقولون، وكان دورهم في تعز "فرش الظلال" حول كل انتصار مقاوم.

في مأرب انتصرت القبيلة، وحكم اخوان عل محسن، غير أن وجود سلطان العرادة ضمن للقبائل مصالحا مقابل التخلي عن النفوذ الحاكم سياسيا لعلي محسن واخوانه.. أما في تعز فلم يسمح حتى بشبيه لـ"العراده".

هم يحتاجون تعز لتكون صوتهم ضد الجنوب وضد التحالف، لذا لايقبلون أحدا له صوت غير صوتهم فيها..

تمام مثل أكذوبة أن علي عبدالله صالح كان حوثيا قبل عاصفة الحزم، هناك اكذوبة كبيرة جدا اسمها أن اخوان علي محسن هم من حرروا تعز وهم من يضحون فيها.

فيهم شخصيات تعزية لها دور كبير.. لكنها في النهاية مربوطة من "جيبها" الى "اللواء" القابع في الرياض وادواته التي طارت الى تركيا وقطر بعد ذلك.

سيقول القراء: مثلك لايجوز له أن يتحدث، فالاصلاح كان مع تعز فيما كنت لازلت ترى الحوثي وطنيا وهو من قاتل الحوثي وانتم تدعمونه..

يا اصحابي الكرام، حتى نحن في صنعاء كنا معتقدين فعلا أن اخوان علي محسن هم من دافعوا عن تعز ومن يحمونها الان، لكننا حين وصلناها وسمعنا شبابها بلا احزاب ومن الاحزاب ايضا، شعرنا أن اخوان علي محسن "حبايبنا"، لم يفعلوا بنا ولا ربع مانسمعه منكم وعنكم في تعز.

 

هم تركوا صنعاء للحوثي بردا وسلاما، وتفرغوا لكم أنتم حلفائهم في المناطق التي صمدت ضد الحوثي وضدنا ايضا، من تعز الى مأرب الى الجنوب.

ربما أنهم مؤملين أنه ساعة ماتنتهي الحرب، سيكونون هم والحوثي اطراف الحكم، وصلى الله وبارك.

 

طيب ماذا يفيد هذا "تعز"؟

صدقوني ان سألنا هذا السؤال الان سيكو الجواب: هؤلاء مرضى مناطقيين، نعم سيتهمونا بذات التهم التي القيت ذات زمن ضد عبدالرقيب عبدالوهاب وعيسى محمد سيف وعبدالفتاح اسماعيل.. ولا ادري كيف ولماذا قتل عبده محمد المخلافي حتى..

 

ليست هذه تهم ولا تماهي مع مايقولونه ذات الاطراف في لعبتهم، عن المركز المقدس والهضبة.. فصنعاء وحجة وذمار وعمران، تعاني ذات الامر ولو مع الوجه الشيعي لكل هذا الخراب..

 

مواطني اليمن في هذه المحافظات، يعانون من ذات اللوبي الذي يهضم كل منطقة وهو يخوفها من الاخرى.. كل منطقة يقتلها بتهمة هو نفسه يفعلها ولكن في مكان آخر.

 

ستتهم تعز بالمناطقية، لكي يمرر هذا اللوبي مناطقية فساده عليها، وستتهم صنعاء بأنها المركز المقدس لكي يمارس ذات اللوبي اضطهاده عليها كمنطقة.

يخوف كل منطقة بمايسهل عليه ابتلاعها، فقط لكي يبقى هو لوبي المصالح العابره لكل المقدسات..

لوبي المصالح الفاسده، ضد المركز وضد المناطق، ضد الدولة وضد الثورة، ضد الجيش وضد الشعب..

 

نحن بحاجة لمشروع وطني بديل، يجعل كل منطقة شريكة في وطنها، لا مجرد أخير عند مركز وهمي حين تختبره لاتجد له قوة ولا في أى منطقة..

فهاهم ظهروا انهم لاشيئ حتى في قراهم، فضلا عن محافظاتهم..

 

مقيلكم مبارك..

مقالات الكاتب

كنت إخوانيا (2)

“بعضاً من يومياتي مع الإخوان (الحلقة الثانية)صراعات “تمويلات المؤمنين”.. من "رؤوفة حسن" إلى “جار الل...