العلم و الدماء !
رفع علم اليمن في قلب عدن جريمة بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي لاستعادة الدولة الجنوبية وذل...
في عدن نقاط عسكرية أكثر من تعداد السكان .. بينما الحالة الأمنية تحت الصفر بدليل كمية الحوادث الأمنية والجرائم التي تشهدها المدينة منذ ثلاث سنوات !
ترى ما الجدوى من وجود نقاط أمنية في شوارع وأزقة المدينة بينما لا يجد المواطن الأمن والأمان في المدينة ؟!
في العراق وفي بغداد تحديدا وبعد 15 عاما من التفجيرات والاغتيالات اليومية والقتل وارتفاع نسبة الجريمة أضعافا مضاعفة بينما الشوارع تغرق بالنقاط الأمنية والمتارس التي لا دور لها سوى مشاهدة السيارات ومراقبتها حتى تلك التي هي في طريقها لارتكاب جريمة أو أعمال إرهابية توصل العراقيون إلى نتيجة أن الأمن المعلوماتي أهم وأبقى و أن النقاط الأمنية هذه لا فائدة منها بل هي تضر أحيانا عندما يولى فيها من يعمل على ابتزاز المواطنين سيما التجار منهم ،
وأحيانا تكون عرضة للقتل وارتكاب الجرائم والأعمال الإرهابية بحقها .
وعلى ذلك صدر قرار جمهوري بإلغاء وجودها تدريجيا واستبدالها بالأمن العام والأمن المعلومات .
وبعد كل ذلك يأتي التحالف العربي ( الإمارات تحديدا ) وعدد من القادة الأمنيين الجنوبيين وبقبول الشرعية أو صمتها على الأقل ويكررون ذات التجربة التي أكل الزمان عليها وشرب !
اختطافات واغتصابات واعتداءات وتحرشات واغتيالات وهجوم على منازل وبسط على أراضي ..إلخ، وفي نهاية كل ذلك إزهاق لأرواح الأبرياء في عدن ولا أمن ولا إدارة أمن ولا وزارة داخلية آبهين بكل هذا الدمار الذي ينتجونه لنا !
أقسام الشرطة خارج التغطية والاستخبارات مغيبة إلا فيما يخدم جماعات سياسية معينة أو ما يطلبه التحالف وذلك عبر جهاز مكافحة الإرهاب فقط !
المواطن بات محاصرا مخنوقا مزنوقا فالفقر والإفقار المتعمدان يعملان بوتيرة عالية للقضاء عليه وغياب الخدمات وتهالكها من كهرباء ومياه واتصالات وغيرها تكاد تدمر ما بقي ، بينما الحالة الأمنية تكمل ما تبقى من وأد لطموحه وحلمه بالعيش الآمن والرغيد والسعيد فالقتل أصبح قاب قوسين أو أدنى من جميع المواطنين دون استثناء !
والمؤلم أكثر هو تلك الأصوات التستمر في تظليل الناس وخداعهم مستغلة تواضع وعيهم وقلة حيلتهم لتبرر لهذا أو ذاك من القادة أو تلك القوات ( التي بنيت مليشاويا أساسا ) لدواعي مناطقية أو بحثا عن ريالين أو درهمين وأحيانا لغباء مستفحل في عقولهم .
بينما الأكثر إيلاما هو استغلال البعض الآخر المختلف مع الأمن وإدارته أو وزارة الداخلية فقط لأغراض سياسية لعينة فيستغلون هم كذلك حالة التراجع الوعيي وقلة حيلة المواطن ليضللوه ويثيروه بشكل يخدم من اشتراهم بريالين أو لمناطقية بحتة تعيشها قلوبهم وأحيانا لغباء مستشر لديهم هم كذلك .
من لا يتعض من تجارب الآخرين يحافظ على نفسه في نقطة البداية وأحيانا دون ذلك بكثير .
التجارب ونتائجها أمر مهم لاستغلاله والاستفادة منه لدى من يمر بذات المستوى وذات الخطوات .
لسنا بحاجة نقاط أمنية وإن وجدت فلتكن بعدد الأصابع في المدينة بأكملها فالشوارع لا تحتاج لحماية بينما الشوارع والحارات والأزقة والأسواق والمتنزهات ..إلخ هي من تحتاج للحماية .
لماذا لا تستغل هذه الأعداد الكبيرة من القوات الأمنية ويعاد توزيعها في أقسام الشرطة والأسواق والحارات ..إلخ ولماذا لا يدرب عدد منهم ثم يعاد توزيعه سريا في هذه المواقع كل في مناطق سكنه وعيشه ( أبناء المدينة فهم الأولى والأعرف والأكثر قبولا لدى المواطن ) ليقدموا المعلومات اليومية عن كل ما يدور داخل الحواري والشوارع والأسواق على طريقة اللجان الشعبية قبل عام 90 ؟!
لماذا لا يفعل جهاز أمن معلوماتي خاص بمكافحة الجريمة إلى جانب جهاز مكافحة الإرهاب .. المعلومة هي الحارس الأمني الأول في كل العالم اليوم ؟!
لماذا لا تطلب إدارة الأمن و وزارة الداخلية من التحالف بتقديم العون بهذا الاتجاه بدلا من غداء وعشاء وفطور وقات ومصاريف لا فائدة منها ؟!
نحتاج لأمن فعلي يرهب المجرمين ويشعر المواطن بالأمان .
كما نحتاج لقضاء سريع الإجراءات يعي أننا في مرحلة حرجة ويجب فيها ردع المجرمين من قتلة ومغتصبين وخاطفين ..إلخ ، فيتم تسريع إجراءاتهم ومحاكماتهم وتنفيذ أقسى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر ولترهيب كل من بنفسه شيء من إجرام .
التعامل مع الجريمة اليوم وفق مبدأ وقانون الوضع الآمن والمستقر غير مجدي فروح القانون تسمح للقضاة بإنزال أشد العقوبات بحقهم ولو لمرحلة تحاصر فيها الجريمة والمجرمين حتى يسود الرعب في قلوب مرتكبي مثل هكذا جرائم تزعزع حالة الاستقرار النفسي لدى المواطن وهي آخر ما تبقى لديه بعد كل الصراعات الدائرة بين القوى المحلية والإقليمية ابتداء بشرعية الفساد والتدمير وانتقالي الخذلان وتحالف عربي يجيد صناعة الموت ويجهل طرق صناعة الحياة أو يتجاهلها كما يبدو !
الصمت على تدمير حياتنا بصناعة مليشيات هي عمليا صناعة آلات قتل بعيدا عن صناعة الحياة انتهى بهذا الواقع المزري اليوم ، والصمت على واقع اليوم سينتهي بمآس أكثر فضاعة وأكثر تدميرا لحلم شهيد خرج مقدما روحه فداء لتحقيق ذلك الحلم بإقامة دولة وبناء مستقبل أكثر استقرارا وأمانا وغد أفضل لجيل بعد جيل .. وما يحدث اايوم لا يبشر لا بدولة ولا بشبه دولة حتى ،
أما الاستقرار والأمن والأمان والغد الأفضل للجيل القادم فنحن نجدف باتجاه آخر لا يوصل إلى تلك الأمنيات !