الغربان أيضا تسرق في هذه البلاد

كان لدي عدد كبير من مشابك الملابس وكنت أهتم بغسلها كلما شعرت أنها قد اتسخت بالأتربة وغبار عوادم السيارات . 

كنت لا أستخدمها على الملابس الا بعد غسلها، وفي يوم شعرت أن العدد قد فاض عن العلبة التي كنت أضعهم فيها فقررت وضع العلبة في كيس وتغطيتها به حتى لا تتسخ بالغبار ، وضعت العلبة في مكانها الذي خصصته لها، وكنت قبلها قد بدات أشعر أن هناك عدد من المشابك تختفي مجموعة تلو الأخرى !! فهل هناك من يدخل إلى سقفنا ليلا متسللا عبر سقف الجيران ويسرقها ؟ ولماذا يأخذ المشابك فقط ولا يحمل الملابس أيضا، والغريب أنه يختار المشابك الجديدة الملونة ولا يأخذها كلها. 

استمرت سرقة المشابك منذ أن وصلت وأنا أحلل الأسباب وألاحظ أن تلك المشابك تتناقص وتقل وكنت في كل فترة أشتري أخرى . والغريب أن لا شيء أخر يتم سرقته غير تلك المشابك الجديدة الملونة حتى من على حبل الغسيل . ماذا يريد هذا السارق ؟  هل يريد إخافتنا . هل يأتي ليلا لينام في سقفنا ويتسلى بسرقته ؟ من يكون وكيف يدخل ؟ 

وفي يوم أخذت الملابس التي غسلتها وصعدت بها إلى السقف لنشرها في الشمس، لكني تفاجئت أن علبة المشابك قد جرت إلى وسط السقف و ازيح عنها الكيس و أن كل المشابك الجديدة الملونة لم تعد موجودة بقيت فقط تلك الحديدية العادية والقديمة  .

أسرعت إلى المنزل أخبرهم ماحدث وبدأنا نحلل من ياترى هذا الفاعل وكيف ينزل إلى سقفنا فالمسافة بعيدة وكيف يمكنه الصعود ؟ ماذا يفعل بالمشابك ماذا يستفيد منهم وليسوا بالشيء الثمين الذي يمكنك أن تبيعه بسعر كبير ؟  استمرت الأسئلة طيلة النهار وعلى سفرة الغداء والتحليلات وتذكر ما سبق . 

وفي وقت العصر جلست صبا تنظر من النافذة  كعادتها وكنت بالقرب منها نتحدث أنا وهي في مواضيع عدة . نادتني صبا باستغراب : ماما تعالي شوفي الغراب  يحمل في منقاره مشبك وردي !!  أسرعت إلى النافذة وتأملت وإذا بذلك الغراب وزملائه وكان عددهم متوسط يحملون المشابك الملونة في مناقيرهم ويطيرون من مكان لأخر . وقفوا على جدار البناية المقابلة لنا وكأنهم يقولون لي مشابكك معنا ( وابقي قابلينا) .

ناديت من في البيت عرفت من هو سارق المشابك ، الغربان تسرق المشابك وتجذبها المشابك الملونة، كانت سابقا لا تستطيع اخذهم من العلبة المغطاة فتأخذهم من على الحبل لكنها وجدت فرصة عندما وجدت العلبة مغطاة فقط بالكيس أزاحته وأخذت كل المشابك الجديدة الملونة . 

 .

مقالات الكاتب

ليلة زفافي

قبل عشر سنوات من الآن كنت تلك العروس حديثة التكوين . كنت ككل فتاة أضع رجلي على عتبة حياة جديدة لا أع...

خطأ معلمة

في سنة ثالثة ابتدائي أستاذة ( صبا )  للغة العربية أعطتهم مثال على ( التاء) المفتوحة وكان المثال...