هل ممكن تســـقط مأرب كما ســقطت صنـعاء ؟

ســقطت صنعاء قبل سـقوطها الفعلي بـ21سـبتمبر 2014م في ملهى الرقص على رؤوس الثعابين السامة عنـدما مارس بعض قادة الدولة والمعارضة معركة الصـفقات السرية وذهب البعض منهم إلى صـعده لتـقديم فرائض الولاء والطاعة بما يشـبه البيعة المفخخة بالمخادعة بتكتيك الحقد والثأر والانتقام المتبادل بموروث عبثي عليّ وعلى أعدائي .

وحينها استلم الحوثيون مفاتيح أبواب صنعاء معنوياً بحفلة زار وعبث سياسي متهافت التكتيك والهدف وغير محسوب النتائج والعواقب وطنياً على قيم الدولة والوحدة ونتائج مؤتمر الحوار الوطني وحينها وبدون جهد اكتشف الحوثيون أسرار وخفايا الصراع والتناقضات العميقة وضعف وهشاشة المواقف السياسية داخل بنية نظام الحكم ومؤسساته وفي صفوف قوى المعارضة على حدٍ سواء .

 سمع منهم السيد أثناء زياراتهم له تهافت التهافت بالمواقف فدغدغ بمرونة تكتيكية رغبات وطموحات كل فريق وعرف بـمستوى شراهة شهوتهم المنفلتة للسلطة والثروة ورغبتهم بتأمين مستقبلهم وممتلكاتهم المنهوبة من ثروات الشعب اليمني وعرف ما تختزنه قلوبهم من نار الأحقاد والرغبة بالانتقام والثأر ضد بعضهم البعض ولهذا أعد وقرر وعمل بتكتيك قواعد اللعب بعواطف الإرضاء والمراوغة وأعطا الوعود المزدوجة للأطراف المتهافتة على صعده فبلعوها بما يشبه بلع جائع الصحراء .

 بل إن الخطاء الكارثي عند نخب الحكم وعند بعض أحزاب المعارضة ومراكز النفوذ أنهم وقفوا عند حدود تلقي الوعود دون أي ضمانات حقيقية أو الإتفاق على وجود برنامج تحالف سياسي وطني معلن يحدد طبيعة وجوهر وأسس التحالف وأن وجد هذا لاحقاً  في اتفاق السلم والشراكة بين المكونات السياسية إلا أنه ولد ميتاً لأنه نتاج هزيمة عسكرية وتغير في موازين القوى لصالح الحوثيون وفيما بعد تشكيل  التحالف بين المؤتمر الشعبي جناح الزعيم علي صالح مع الحوثيين ونتج عنه تشكيل المجلس السياسي إلا أنه لم يعد له أي قيمة سياسية فعالة في مضمون الشراكة  لأنه جاء متاخراً بعد حسم الحوثيون بالقوة الموقف سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واعلامياً واستولوا على كل مقدرات وامكانيات الدولة وعلى منظومة القيادة والسيطرة العسكرية لمؤسسات الجيش والأمن ولأن المؤتمر الشعبي لم يعد في الحقيقة موحداً حينها ومختلفاً حتى داخل جناح صالح لهذا القرار والموقف من التحالف .

وبقراءة واقعية وبحساب لكل المؤشرات والعوامل الوطنية السياسية والعسكرية والإقليمية على مسرح خارطة الحرب والصراع اليمني بالوقت الحاضر  فإن مأرب بالتأكيد لم ولن تسقط عسكرياً بنفس السيناريو والتكتيك والمراوغة التي  سقطت بها العاصمة صنعاء فقد تغيرت خارطة تركيب القوى والتحالفات في الساحة اليمنية سياسياً وعسكريا ودخول عامل التدخلات الخارجية بقوة على مسرح وتعقيدات الحرب اليمنية وصاروا في موقع القيادة والتوجية لنخب الحرب  بما يخدم أهدافهم ومصالحهم الاستراتيجية في اليمن 
فمحاولة اسقاط مأرب اليوم  في جوهرها وشكلها تختلف عن معركة سقوط العاصمة صنعاء وأن وجد تشابه ببعضها من حيث الغاية والهدف.

فمأرب النفط والغاز والجغرافيا السياسية الهامة  على حدود السعودية وآخر معاقل الشرعية الهامة بالمحافظات الشمالية وعامل الحسم لقضية السلطة والثروة بالشمال تسيل لعاب المتحاربون ونخب الحرب حتى بالخطيئة الفادحة وهي هدف المعركة وجوهرها.

فلا يمكن لأي عقل سياسي حكيم أو خبير عسكري استرتيجي متخصص بالشان اليمني أن يتسرع بالحكم بتشابه المقدمات الموضوعية والذاتية للوضع العام باليمن عند سقوط العاصمة صنعاء بما هو عليه .

كلهم شركاء نخب الحكم وأمراء الفساد وتجار الحروب ومشايخ النهب والفيد والفتاوي وعملاء الامتدادات الخارجية في الحرب والسقوط والسقوط المضاد والتحرير والتحرير المضاد ومهزلة التبعية والتدخلات الخارجية المضرة بالسيادة الوطنية الذي نعيشها اليوم وبالتأكيد لن يعفيكم التاريخ حتى لو قرأتوا الفاتحة على جثث و دماء اليمنيين وعلى سقوط اليمن بالضم أو بالسربلة.

اوقفوا حرائق الحرب المدمرة وسفك دماء اليمنيين واحشدوا واستعدوا لمصالحة وطنية تاريخية تؤمن توازن المصالح والحقوق في الشراكة الوطنية العادلة في السلطة والثروة  وحتى لا نغفوا وقد سرق مابقي لنا من شعب ومن عزة ومن وطن في غفلة تاريخية من غفلة الغيبة الكبرى للروح الوطنية الموحدة لأحلام الشعب اليمني ببناء دولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والسلام والتنمية وحينها بالتأكيد لم ولن  ينفع الندم  بممارسة طقوس جلد الذات وتعذيب الجسد .

مقالات الكاتب

انهيار العملة !

الريال اليمـني يـنهار ويـدخل غـرفة الـعناية الـمركـزة ويعيش وضع بين الحياة والموت ، لأن الحكام يعيشو...

سقطوا ولم يسقط !

وقف القائد الشهيد جارلله عمر منتصب الموقف والخيارات والتاريخ طوال حياته رغم موروث الاستبداد وتركة ال...

من قتل الرئيس السابق ؟

 بعيدا عن المقدمات والأسباب ومال للرئيس السابق علي عبدالله صالح وما عليه في حياته وسنوات حكمه ف...

الحاكمون والمتحكمون

أيها الحاكمون والمتحكمون فكروا ،فيما إذا فشلتم في إيقاف الحرب مؤقتآ ونحن نعرف أن كلآ منكم والمندوب ا...