هل تعرف من هو اليمني؟!
يا أنت.. اليمنيُّ هو من ينتسِبُ إلىٰ قومٍ قال الجليلُ عنهم: (فسوفَ يأتِ اللهُ بقومٍ يحبُّهمْ وي...
سيادة الرئيس، يطيبُ لي أن أسميكَ في مستهلِّ رسالتي بـ"رجل الأقدار"، الرجل الذي رُبطَ مصيره بمصير التحول الكبير الذي ينتظره اليمن، للخروجِ من رمادِ الحرائق!
أكتبُ إليك لأنكَ رئيس شرعي لليمن، ارتضاك الجميع في لحظةٍ نادرة من الزَّمن، في لحظة وفاقٍ حقيقي على رجلٍ جُمع له ما تفرق في غيره من الحظوظ والمتاعب..!
تكتسبُ مكانتك التاريخية التي ربما لا تدركها، من كونك أول رئيسٍ يمنيٍّ يكسر نمطية الحكم الطائفي منذ قرنٍ وعقدين من الزمن الغابر، أنتَ الرجل الذي أخرج الحكم من قبضةِ المركزية المتوحشة، بصعودك كانت اليمن تستعدُّ للانتقال إلىٰ فصلٍ آخر من الحكاية!
ولهذا، لا غرو أن يشتمكَ الجميع، ينقمونَ عليك كسر الطوق المنيع الذي حطمته، ينقمون عليكَ المشروع الذي جئتَ تحمله إلىٰ اليمن الكبير، مشروع إعادة الأمور إلى نصابها، إحياء الأطراف التي أنهكها المركز المقدَّس، إعادة الاعتبار إلىٰ الناس المنسيين في الأقاليم، الحد من تسلط الهضبة، وتهذيب دور القبيلة لتكون كباقي الخلق، الجميع في مسافةٍ واحدة في مسودة العدالة!
يشتمكَ الحوثي؛ لأنك أخطر إنسانٍ على مشروعهم القذر، تشتمك الأحزاب لأنك تدرك ألاعيبها، تشتمك القواعد تبعًا لكبرائها، وهم معذورون في ذلك؛ لأنهم لم يفكروا يومًا أنك "رجل الأقدار" الذي حملَ مشروع اليمن الجديد في قلبه، ولو كنتَ مساومًا لكنتَ اللحظة في صنعاء تعيشُ دور الزعيم بلا زعامة، فارغ البال، من كل ويلاتِ الحروب!
لا يعني حديثي هذا أنكَ إنسانٌ عظيم، ينظر الناس عادةً إلىٰ عظمة الرجال من زوايا مختلفة، كل نظرة تنتظم تحتها العديد من الشروط التي تمكن الإنسان من استحقاق العظمة، لكن الذي أراه جيدًا أنَّ الأقدار وضعتكَ في مكانٍ خطير، ينوء بحمله فئامٌ من الخلق..!
يظنُّ بعضهم أنَّ شتمك، والازراء بك، والحط من قدرك؛ يسهم في نصرةِ قضية، أو يستعيد شرعية، أو ينمي الوعي. الوعي الحقيقي في اللحظةِ الراهنة، أن نخبرَ الجيل أنَّ الهادي منصور تمكن أو مُكِّن من كسْر (الحكم الطائفي) الذي ظل مسيطرًا علىٰ اليمن طوال القرنِ المنصرم، فارس من بقعةٍ بعيدة لا تنتمي إلىٰ حظيرة الحكم المحاط بسياج من القوة والشعور بالأحقية المطلقة!
لستُ يا سيادة الرئيس ممن يُثني علىٰ الحكام، أو يحفل بالحديث عنهم، وليسَ هذا لي بخلق. والحقيقة أني اللحظة لا أثني عليك، ولا أتزلفُ إليك، وإنما أسلطُ الضوء على زوايا منسية في تاريخكَ الممتزج بخلاصِ اليمن، لستَ المخلِّص الوحيد، لكنك أحد المخلِّصين؛ لأنك ببساطة تحمل مشروعًا يعيد الاعتبار والمكانة إلى كل فردٍ في بقاع الوطن الممتد.. ولهذا وضعوك في مرمىٰ سهامهم؛ كما وضعتهم في مرمىٰ مشروعك العظيم!
سيادة الرئيس،
في حين ننتظر عودة اليمن الميمون إلى حظيرة الدولة - بعد زمنٍ من اللا دولة - تحتَ ظلال مشروع الأقاليم الذي يُعطي كل ذي حقٍّ حقه وفق معادلةٍ صارمة لا تميز بينَ سيدٍ وعبيد، ولا تجعل اليمنَ برمته ذيلًا وطرَفًا لمركز مقدّس، ولا تابعًا لقوى خارجية،
أقول إلىٰ حين عودة اليمن المنشود، فإني أرفعُ إليك، وأطالبكَ بحقٍّ أنتَ مطالبٌ به، ليسَ منَّة منك، باسمي واسم كل تهامي مسّه الضر، وعانىٰ التهميش، وضاع حقه في بطونِ السباع والضباع، والوحوش الضارية.. ومطالبنا المبدئية على النَّحو الآتي:
- إعادة الاعتبار للإنسانِ التهامي، وتاريخه، ومكانته في سيرورة التاريخ، من خلالِ الاهتمام بتراثه الذي كاد يندثر بفعلِ النسيان.
- تأهيل أبناء تهامة معرفيًا وعلميًا على كلِّ المستويات؛ ليكونوا حراسًا لمكتسبات مشروع اليمن الجديد الذي يقضي بتنفيذ فكرةِ الأقاليم.
- اقتطاع حصة مرقومة لابتعاث أبناء الإقليم، إلىٰ كل بقاع الدنيا، وفي جميع التخصصات.
- تخصيص 80٪ من التخصصات العلمية (طب - هندسة) وغيرها، لأبناء تهامة المتفوقين دون الخضوع لأيّ ابتزاز أو محاصصة كحقٍّ شرعي لأبناءِ الإقليم.
- صرف مستحقات كل أبناء تهامة المتوقفة منذ سنوات، ووضع حلول عاجلة لإنقاذ الإنسان في تلك البقاع.
- إعادة النظر في كل ملحقيات اليمن في جميع دول العالم، للنظر في غياب أو تغيبب أبناء تهامة في السلك الدبلوماسي، الذين لا وجود ولا مكان لهم في كل ملحقيات اليمن في العالم.
- إشراك أبناء تهامة في أي حكومة قادمة، أو تعديل حكومي على الحكومة القائمة، لإحداث توازن تمليه معطيات المشروع الذي تحمله، مشروع اليمن الحديث.
أخيرًا سيادة الرئيس:
آمل من الله أن تكونَ عند حسن الظن، وأن تتمكن من تحقيقِ تنفيذ مشروع يمن الأقاليم، وأن تشرعَ في إحداثِ تغيير بعض المعادلات وفقًا لهذه الرؤية التي تحملها، سائلين المولىٰ لك التوفيق والسداد.
خالد بُرَيه