هل تعرف من هو اليمني؟!
يا أنت.. اليمنيُّ هو من ينتسِبُ إلىٰ قومٍ قال الجليلُ عنهم: (فسوفَ يأتِ اللهُ بقومٍ يحبُّهمْ وي...
منذ إعلان الرياض، وإعلان المجلس الرئاسي، تساءل بعضهم، وأين ممثل إقليم تهامة؟!
وهذا سؤال مشروع، إذا رأينا أنَّ أغلب الممثلين غطوا أقاليم وأماكنَ بعينها، ووحدها تهامة بقيت في العراء، بلا تمثيل؛ لأنهم ما زالوا يرون أنها قضية لا ترقى أن تكون قضية، وأن مصيرها أن تكون تابعة، أو بتعبير آخر مطية للعبور لا أقل ولا أكثر.
لكن الأمر المهم الذي يحسن بنا أن ننظر إليه،
هل الوجوه التهامية المتصدرة حاليًا لديها القدرة على إبراز وجه تهامة العظيم؟!
بكل وضوح أقول للأسف: لا.
حتى اللحظة لم يتمكن الجميع من صهر بوتقة جميع المكونات التهامية وجمعها في خيطٍ ناظمٍ واحد، لا يوجد لدينا مجلس تهامي شامل يضم في جنباته كل أبناء تهامة، ويستفيد من خبراتهم، وقدراتهم، ولا يوجد تنسيقية حقيقية تبحث عن الكوادر وتضعهم في وجه المسؤولية لخدمة تهامة بكل السبل.
لماذا يخشى الجميع من مجلس جامع؟
لأن المجلس الجامع يعني أن تجري عليه روح المؤسسية، والنظام، وظهور الكوادر، والحاصل - بكل أسف - أن من يقفون خلف القضية وجوه لا ترى لأحد أحقية في الحديث عن تهامة، ولا يرون إلا أنفسهم أهلًا لهذا الحق، وهنا تكمن المعضلة!
معركة الحقوق ما زالت في مطلعها، وغياب تهامة من تشكيل المجلس الرئاسي ليس نهاية الحياة، بل نستطيع أن نستفيد من الواقع الجديد لو أحسنا استثماره، بذكاء جمعي، وليس بعنترية فردية، وأقصد بالذكاء الجمعي، البدء في لملمة شتات المكونات، وإقامة مؤتمر جامع تخرج منه رؤى كبرى وأجنحة خادمة للكيان التهامي الأكبر.
لدينا فرصة تاريخية، لإظهار تهامة، ورفع صوتها، وبيان حقها، ولن يتم ذلك إلا بتوحيد الجهود، وإشراك الخبرات، والاستعانة بقدرات الشباب في التأثير الحديث عبر أدوات التواصل، والسعي بمواصلة التعريف بالقضية التهامية، ومظلوميتها؛ وقبل ذلك، تأهيل كادر متكامل قادر على المناورة السياسية، والتفاوض المثمر.
استجرار آفة الأنظمة المستبدة في تسيير الكيان التهامي؛ أمر غير سديد، فلا يينغي أن تكون الوجوه ذاتها، في الجبهات، والسياسة، والإعلام، وكل شيء، التنوع مهم، وإظهار الكوادر التهامية يمنح القضية أبعادًا متعددة، ويمنحها قوة وحضورًا لدى كل الأطراف.
أتمنىٰ أن نلتقط جذوة نور من هذه التغيرات التي حدثت، ونسعى في ترتيب البيت التهامي؛ للوصول إلى الأهداف المرسومة، المشروعة، فإن عملنا كل ما يجب علينا القيام به، ثم أمعنوا في التهميش والاقصاء؛ حينها يحق لنا أن نجاهر بكل القرارات والخيارات التي ستأتي بهم راغمين للتفاوض في طاولة المارد التهامي.
أخيرًا:
آن الأوان لنخرج من دائرة التشكي والبكاء والإحساس بالمظلومية إلىٰ الفعل المنظم، والعمل، والبدء بخطوة متقدمة قبل الآخرين، والمضي قدمًا بأهداف واضحة، يأتي على أهمها، تغيير العقل الجمعي لدى الجميع، والنخبة بوجه أخص، أنَّ تهامة اليوم ليست تهامة الأمس، وأن الحقوق حتمًا ستعود إلى أصحابها رغمًا عن أنف الجميع.
خالد بريه