الجنوب.. من الحلم الكبير إلى صرخة العسكري وسلة الغذاء

نتردد مرات ومرات، لمّا نفكر أن نكتب عن الوطن والثورة والجنوب،
عن ماذا نكتب؟! فالكل تقريباً قد كتب وتحدث عن نكبة وطن ومأساة شعب، أسوأ مافي تاريخ البشرية هي إشعال الثورات ونشوب الحروب فيها، وما ينتج عنها من دمار للأرض والإنسان،
هل توجد حجة وأسباب منطقية وشرعية وإنسانية حتى تقام ثورة هنا أو هناك؟! نقول نعم فالظلم والقهر والاحتلال والاستعمار والاستبداد والفقر والجهل والمرض، والتمييز المجتمعي وغياب أدنى مبدأ العدالة والقانون، كل تلك تعد أسباب ودوافع موضوعية وشرعية ومنطقية لقيام الثورة لأي شعب في المعمورة.

وكما أسلفنا سابقا أن ثمن الثورات باهض وفادح، لكن ل اباس أن تحققت أهداف الثورة حتى ينعم الشعب بالحرية والاستقرار والرفاه والأمان.
في الحالة الجنوبية دائماً ما يكون الوضع مختلف تماما، فكلما ثار الشعب تراجعت أحلامه وتحطمت مشاريعه وساءت أحواله وتمزقت أوصاله وتبعثرت أمانيه.

آخر الثورات في مطلع العام 2015 ومع العاصفة المزعومة كان حلم الجنوبيين يكبر والنصر يقترب فالتحم الشعب مع قيادته بحب كبير وعشق عظيم لسحق المحتل الجديد القديم، وكان للشعب ما أرداد، ومع أن التضحيات كانت جسام ولكن أول مرة يتنفس الشعب الحرية وحلاوة الانتصار.
تراجعت بعد ذلك عزيمة القيادات ثم استرخت ثم ذهبت لمشاريع شخصية ومصالح ضيقة وأنانية، ثم خدعوها بقولهم حسناً وأعطوهم شيئاً من المناصب الوهمية وقليل من فتات الوطن المسلوب، ومزايا السفر والإقامة مع ذويهم في البنيان المتطاولة.

جرعات مخدرة متتالية تحت مسميات مختلفة كالحوار والتفاوض والتفاهمات والشراكات الوهمية والأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب، كانوا يصدقوا مثل تلك القصص والروايات، ولأنهم مبتدئين وجدد على التفاوض السياسي  ولم تكن لهم القدرة والامكانيات العلمية والثورية على مبادئ وأسس الحوار والتفاوض، فقد استمروا يصغوا لكل ما يقال لهم من الأطراف الأخرى، متناسين أهمية الوقت ومعاناة الشعب التي بلغت مبلغ كبير من المهانة والعوز.

وبعد السبع العجاف ماذا تحقق للشعب؟! 
أفل الحلم الكبير بوطن كبير وكرامة مصانة وعيش كريم، فصار الحلم والهدف سلة غذائية حجم صغير وقرص روتي حجم كبير.

مقالات الكاتب