الذكرى 51 لتأسيس الجيش الجنوبي المجيد

يهل علينا يوم الفاتح من سبتمبر 2022 الذكرى ال51  لتأسيس الجيش الجنوبي في العام ١٩٧١م.. وبهذه المناسبة الوطنية المجيدة ... بدأية نتوجه بالتحية والعرفان والاجلال لأولئك القادة والضباط والصف والجنود من الجيل والرعيل المؤسس والباني للمؤسسة العسكرية الجنوبية النظامية، وكذا نهنئ القوات الأمنية بكل قطاعاتها والمكونات المدنية والسياسية بكافة تسمياتها.

كما نتوجه بخالص التهاني والتبريكات لكافة أبناء شعب الجنوب الصابر وإلى المجلس الانتقالي ممثلا برئيسه اللواء عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأن يكون هذا العام خاتمة وتتويجاً لنضالات وانتصارات شعبنا الجنوبي وقواته المسلحة في استكمال تحرير وتطهير كامل الأرض والتراب الوطني الجنوبي.

كان الجيش الجنوبي يمثل السياج الأول لحماية الشعب وحدوده ومصالحه، فكانت الخطة الأولى للاحتلال تدمير الجيش من خلال ما يسمى هيكلات ودمج وتغير ونقل ومنح بعض الهبات والامتيازات لكثير من قاداته وبالفعل استطاع المحتل البغيض صهر وإذابة جيش قوي نظامي وغربلته في منظومة الفساد والقبيلة والفوضى، ثم المرحلة الثانية ما بعد عام الاجتياح 94 ، تم إقصاء الجيش الجنوبي وتهميشه تماماً وتسريحه بشكل قسري واحالته للتقاعد والبعض للبيوت.

كان واضحا جليا أن القوى الظلامية ومن يدعمها من خارج الحدود تنظر إلى أن مشروع إسقاط الدولة الجنوبية وعقيدتها الوطنية والقومية العربية يتحدد بإسقاط جيشها اولا وهذا ماحدث بالفعل إلى الآن.

51 عام من مواليد جيشنا المهاب أي نصف قرن من الزمن ما بين العطاء والشموخ والخديعة والأنهزام، هي ذكرى فضية ما بين الآمال والطموح والانتكاسة لمستقبل الأجيال الذين عمدوا في بناء ميولهم العلمي نحو هواياتهم وأمنياتهم المتعددة، مسنودين بجيش شعبهم الذي طالما وفر الحماية والمناخ والبيئة لانطلاق الشباب نحو غدٍ مشرق.

إنها ذكرى جيش طامح تأسس كبرعم فتح للتو ليرى النور والطبيعة والغسق والشمس وأوقات الأصيل.

فعمليا أن عمر جيش الجنوب الحقيقي هو 14 عام، أي من العام 71 إلى العام 85م
كانت ربيع العمر والبناء والتنظيم هي فترة قصيرة لكنها اختزلت إرادة شعب وقوة جيش.
وعند بلوغ سن المراهقة تم التآمر والإعدام من خلال حرب أهلية مصطنعة من أعداء الجنوب في العام 86م حينها تم الاجهاز على معظم مؤسسات الجيش الجنوبي فصار جسد خاوي تم تكميله في العام 90م وما بعده. 
جيش بلادي بحلته الجديدة وإن كانت باهتة فهو يحتفل مع شعبه بكل فخر واعتزاز،
يحتفل في ذكراه نصف قرن من الزمن.. ألا تكفي الذكريات والزمن الجميل أن يحتفل الجيش، ومهما صار ويصير من ظلم وتعسف وتهميش وإقصاء وحرمان معنوي ومادي ونفسي، سيبقى الجيش الجنوبي اسطوانة جميلة بأنغام حزينة يستمع لها الشعب بكل فخر وكبرياء، ويأخذ منها الدروس والعبر، وستظل المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية هي المرجعية الحقيقية أخلاقيا وعمليا، وهي مقياس النجاح لأي جيش جنوبي جديد قادم وعلى كل الجهات المسؤلة أن تدرك ذلك الامر جيدا.

عيد الجيش الجنوبي هي قصة هي حكاية وهي تهنئة في تنهيدة

#الرحمة لشهداء الجيش الجنوبي من البداية إلى النهاية.

مقالات الكاتب