الحراك التهامي.. وتصحيح المسار

الحديث عن الحراك التهامي وبدايات تأسيسه وقادته وإنجازاته موضوع كبير ويحتاج لتخصيص ملف شامل نعدكم بإعداده لاحقا ونشره على حلقات ..لكن ما أود طرحه في هذا الموضوع هو الحراك التهامي في مرحلته كفعل ثوري تهامي حركته الإرادة الثورية الصادقة لأبناء تهامة الاحرار.. المرحلة التي لم يتنبه قادته إلى الأخطاء التي تسببت في سوء تفعيل انتصاراته بداية وتحجيم دوره الفاعل واستثمار حضوره بشكل فردي وتحويله من حراك شعبي جماهيري ثوري إلى حراك فئوي بقيادة مفتقرة للخبرة السياسية والدبلوماسية الثورية ..وزاد الطين بلة عند لحظة أن أصبح للحراك التهامي السلمي جناحا عسكريا تمثل بالمقاومة التهامية التي قادت عمليات التحرير لمحافظة الحديدة تحت مظلة نفس القيادة التي قادته قبل الحرب وأثناء اندلاع الحرب  وأثناء التحرير دون إعادة النظر في اسلوب وطريقة إدارته التي ظلت مفتقرة للقرار الجماعي والمسؤولية الجماعية المشتركة ..

لا أتصور أن أحدا من أبناء تهامة الحراكيين ضد تصحيح مسار الحراك التهامي السلمي ..ولا أتصور أن تصحيحا للمسار يتم دون إشراك الدماء الجديدة من شباب الحراك من أبناء تهامة غير الملوثين واستبعاد من باعوا  تهامة والقضية والتحرير بأثمان بخسة ..فاخطاء الحراك منذ2012م كانت قيادية إدارية ظلت تلازمه هذه الأخطاء حتى لحظة تفككه ووقوع الفاس على رأس تهامة والقضية التهامية والمقاومة التهامية والتحرير مع سبق الاصرار وتمسك القادة المخطئون باخطائهم وعدم إنقاذ مايمكن إنقاذه ففات الاوان وكان الهوان والارتهان وكان اتفاق استوكهولم المشؤوم 2018م  القشة التي قصمت ظهر الحراك والمقاومة والتحرير ..هؤلاء القادة لم يكونوا يفتقدون للشجاعة والمبادرة والتضحية بل كانوا يفتقدون للدبلوماسية والثقافة الثورية العملية وليست النظرية وهو ما جعلهم يقعون في فخ التفرد ونزعة القيادة وعدم الايمان بالعمل الجماعي المشترك فكانت الحرب وكانت المقاومة التهامية وهي الجناح العسكري للحراك التهامي وكانت خطوات التحرير تمضي ..وتحت مظلة الحراك والمقاومة وبدعم من التحالف العربي  ( الامارات والسعودية ) كل شيئ كان يتم على مايرام..

وخلال أيام العنفوان والانتصارات المتتابعة كان القادة قد جمعوا الملايين من مختلف العملات وتحول كثير منهم إلى أثرياء  وعند لافتة انعدام وفقدان  دور الثقافة الثورية العملية والدبلوماسية السياسية تتوقف الحرب في جبهة الساحل التهامي وبدأ الداعمون للمقاومة يجففون دعمهم خطوة خطوة غير ان أثرياء المقاومة من كوادر الحراك المقربين من القائد وحراكيين ومقاوميين مدنيين دخلوا مرحلة جديدة خطيرة التخلي عن القضية والتحرير والذهاب نحو مزيد من الثراء ومزيد من الأنانية وسوء تقدير الأمور ..تحرير توقف وقادة أثرياء وكوادر مشتتون ومقاومون تهاميون فقدوا ثقتهم بقادتهم وفقدوا رواتبهم الهزيلة وذهبت نضالاتهم هباءا منثورا وجرحى لم يجدوا الاهتمام وشهداء لم تجد أسرهم حقوق شهيدهم وموظفين لم تنتزع حقوقهم حتى اليوم ونازحون مشردون في العراء فاقدون للرعاية في الخيام وخارجها ..وقضية فقدت قوتها في الحضور وفقدت انتزاعها لحقوق تهامة السياسية والإدارية ..وكل مسؤول عن ضياع تهامة وأبنائها واهلها ماسك من السكة طرف..

فالقائد الذي فضل أن يكون هو كل شيئ صحيح أنه قدم الكثير لكنه ضحى بكل شيئ ..والقادة الذين خدمتهم ظروف الحرب ليكونوا قادة لأنهم لم يتمثلوا حضور القائد الحقيقي في تقديم التضحيات والتنازلات من أجل تهامة والقضية التهامية والمقاومة والتحرير فذهبوا بعيدا عن الحق والحرية والنضال راكضين نحو مزيد من الكسب المادي والاثراء الفاحش وسقطوا في وحل الرخص والأنانية والانتهازبة .وبدلا من تصحيح المسار مبكرا مضى القادة يفكرون في أنفسهم ومصالحهم فظهرت مكونات جديدة واختلط الحابل بالنابل ورفض القائد كل دعوات المصالحة ودعوات تأسيس مكتب سياسي وناطق رسمي للحراك التهامي..وكل مكون يريد أن يوحد الحراك تحت مظلته ..ففقد الحراك وحدته وفقدت المقاومة دورها ومضوا المتسببين جميعا في الوضع المخزي والعار المشين الذي طال الحراك والمقاومة في غيهم وعدم محاسبة الذات وتقديم التنازلات لإصلاح وتصحيح مسار الحراك والمقاومة ..

شخصيا انا مع تصحيح الحراك وأعلن ذلك رسميا وليس لي موقف معادي للاستاذ خالد خليل والمبادرين معه من الشرفاء وأحرار تهامة
فأنا مع تصحيح المسار ومع كل المبادرين  والمبادرات الرامية إلى تصحيح المسار.. وقد أكدت للاستاذ خالد خليل واكرر له ما أكدت له بأنه ليس بنفسي شي ولا أطماع ولامصالح ولم اعد احلم أو أطمح بشي..قلت له انا خلاص تجاوزت سن المواجهات السياسية واللفظية ..وقلت له اكيد للزيارات دورها أخلاقيا وإنسانيا لكن في المبادرات السياسية يجب الفصل بين الزيارة والمهمة السياسية خاصة عندما تكون المهمة مرتبطة بشأن تهامي يخص الشرفاء والاحرار من قادة وكوادر الحراك التهامي..فأنا مع تصحيح الحراك ولكن التصحيح الذي يقوم على وضوح الرؤية وسلامة الخطوات وعافية المصححيين , وغير ذلك فهو تصحيح باطل ..

لأن التصحيح ليس شطحة ولا مجرد فكرة , ولا زيارة, التصحيح بعث جديد لنضال انتكس كمريض حاجته للدعاء والعلاج ضرورية للبقاء..فهل نقدم لهذا المريض علاجا فاسدا أو ملوثا أو نقدم له العلاج الذي لا يتناسب مع حالته المرضية ..فالتصحيح يتمثل هذه الحالة تماما فلا يمكن أن ندعي مبادرتنا للتصحيح ونحن كمن نضع السم في الماء للمريض لنتخلص منه نهائيا ..
التصحيح بأدوات ملوثة هو إعادة إنتاج ماسبق عليه المريض وأكثر .. التصحيح مالم يعتمد على الدماء الجديدة من شباب الحراك والمقاومة والتحرير وتطعيم التصحيح بنخبة من الأنقياء الذين لم يثبت تلوثهم  لمساعدة الشباب على إدارة التصحيح وإدارة الحراك بنجاح ..فالادوات الفاسدة لا تقود إلى التصحيح ومايبنى على باطل فهو باطل وما يبنى على الكذب لايقود إلى الحق ..
فلكي يكون التصحيح صحيحا مالم تكن خطواته صحيحة ...بالمختصر انا مع تصحيح مسار الحراك وادعم مبادرات دعم تصحيح المسار , فقط التصحيح بغير الملوثين والتصحيح بإشراك الدماء الجديدة من شباب الحراك وقادته غير الملوثين .. وارجو أن يكون الأمر على ذلك النحو واللهم بلغت اللهم فاشهد ...

مقالات الكاتب