رسالة للأستاذ الجامعي

الباحث في بداية مشواره البحثي  كالطفل الصغير  في طفولته 
بحاجة الى من يشجعه ويأخذ بيده ويزرع له الثقة في نفسه  كي يكون قادرا على رسم طريقه وهدفه بالحياة بعزيمة وقوة بعيدا عن روح الإنهزامية والاستسلام 
فالأب أو الأم مثلا اللذان يوجهون اللوم والتوبيخ لأطفالهم باستمرار الى جانب قسط من القساوة والصراخ على أتفه الاسباب بلاشك سيولدون في نفوسهم الإحباط والتعقيد والإنهزامية ويجعلونهم يفقدون جانب كبير جدا من الثقة بأنفسهم وقدراتهم ومواهبهم 
وهذا ماينطبق على الاستاذ الجامعي مع احترامي الشديد لدكاترتنا الافاضل 
الذي يوجه نقده الغير بناء وباستمرار على طلابه محاولا التشكيك في قدراتهم البحثية والعلمية 
وكان الاولى ان يركز الاستاذ على الأخطاء التي يقع فيها الطالب فيصلحها ويقومها باسلوب صحيح وراقي يتأثر منه الباحث ويلتفت الى مواطن النجاح والاشراق والتقدم لدى طلابه الباحثين فيشجعهم وينمي مواطن الجد والقوة والذكاء لديهم مذللا لهم الصعاب وفاتحا لهم أفاق العلوم والمعارف باساليب ممتازة ناجحة أقرب لطرق الرفعة والتسلق الى سفوح المجد

ولهذا اذا شاء الله ووفقنا لنحمل مسؤولية التوجيه والتعليم لن نكون مقلدين سابقينا في الصلف أو توجيه النقد الزائد الذي لاحاجة له في مواطن كثيرة  كونه لايغذي عقلا ولايسمن فكرا ولايصلح إعوجاجا  ولايوسع عقلا 
بل العكس يكون عواقبه للبادئين وخيمة يشل من قواهم وقدراتهم العقلية ويقلل من معنوياتهم وثقتهم وعزائمهم 
لن نكون بإذن الله لوامين وناقدين سلبيين نهدم أكثر مانبني ونحطم أكثر مانعمر ونشتت أكثر مانلملم الا نقادا بحق على كل الاساليب التعليمية البائدة والإستراتيجيات التدريسية المتهالكة التي قد عفى عليها الزمن وماعاد للعالم وتقنياته وتكنولوجياته وتطوراته المتسارعة والمذهلة في مختلف مجالات الحياة ومناحيها المختلفة في عصرنا هذا، حاجة ولا استخدام الا في حدود ضيقة جدا في شعوب الدول النامية التي لازال يقبع فيها التخلف ويعشعش فيها  الجهل يبيض الأمية ويفرخ الغبأ الى يومنا هذا.. 
سنكون بعون الله وتوفيقه أدوات بناء وتعميرألباب وتعبئة أفكار مستنيرة مصدرها النهج الوسطي المعتدل المتشبع من كل جديد المواكب لكل حداثة، وأوعية فكرية ومعلوماتية حصيفة يغترف منها كل من يشعر بالظمأ العلمي والمعرفي ويستقي من معينها النحاة المطالبين بإصلاح الحال والواقع العلمي والتعليمي واقعا حياتيا وسلوكا عمليا يريح الاجيال ويروي خلايا أدمغتهم نورا وبرهانا في زمن الثورات المعلوماتية التي تحاول سبر الفضاء والكواكب للعيش فيها بدلا من كوكبنا الأرضي ويورد عليها الناهمون لمعرفة الحقيقة الباحثون عن خبايا العلم ومكتنزاته ومعارفه السرمدية العميقة التي لاتنتهي أبدا الا بإنتهاء هذا الكون الفسيح. 
علوي سلمان

مقالات الكاتب